الجهاد واجب..!
القاضي حسين بن محمد المهدي ـ المن ||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجهاد واجب على الأمة الإسلامية لنصرة فلسطين
واقع البشرية اليوم يكشف ان الإسلام دين يلامس أوتار القلوب فيغذيها برحيق الإيمان،
ويمدها بعواطف الحب لله ولرسوله ولشريعته،
ويغرس في النفوس احترام المثل الإنسانية والفضائل والأخلاق التي تستقيم بها الحياة،
وهو الذي يصنع البطولات التي تأنف الظلم، وتشيد بناء العدالة، ويتخطى العقبات التي تحول بين الإنسان وبين الصعود إلى سلم المجد، فيجدد للبشرية الحياة في ثوب قشيب.
أما اليهودية اليوم فقد كشف الواقع انها عبارة عن مجموعة من طقوس لاروح فيها ولاحياة، فقد اثبتت انها ديانة لاتحمل للعالم رسالة، ولا للامم دعوة، ولا للإنسانية رحمة
فهاهي اليوم تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتخرب الديار والمساجد على رؤوس المصلين على مرأى ومسمع من العالم
وهذا (تلمود اليهود) الذي يقدسونه يزخر بنماذج غريبة من خفة العقول التي تظهر الكثير من سخف القول، والاجتراء على الله، والعبث بالحقائق، والتلاعب بالدين والعقل ويظهر مدى ماوصل إليه المجتمع اليهودي من الانحطاط العقلي، وفساد الذوق الديني، والقلق والاضطراب.
ان فساد حالة الصهيونية اليهودية الخلقية، والاجتماعية، والاقتصادية ماثل للعيان،
شاهد ذلك: ماتقدم عليه اليهودية الصهيونية من ضلال وتدمير وإبادة للشعب الفلسطيني من قبل حكومة نتنياهو الجائرة ومن يساندها من أمريكا وأوروبا والتي ترتكب أبشع الجرائم وتقتل المسلمين ركعا وسجدا على مرأى ومسمع من العالم
ومما يندى له الحبين تقاعس الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن نصرة شعب فلسطين وكأنهم قد اصموا اذانهم عن قول الحق سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وقوله تعالى: (انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
إن الإعراض عن منهج القرآن، والتخلي عن واجب الجهاد، والاسترسال مع الخرافات والأوهام والانغماس في الملذات ينبئ عن عدم الإحساس بما تقترفه اليهودية الصهيونية في فلسطين
إنها بلادة حِسٍ عند هؤلاء تعبر عن ذهولهم عن انفسهم، وغفلتهم عن خالقهم ورازقهم ومكرمهم
انها عبادة المادة التي تؤدي إلى الغفلة عن انتهاك الحرمات، والتهرب من أداء الواجبات، والإصرار على عدم المساس بما عليه اليهود من ظلم إتباعا للهوى والظنون الذي نعى القرآن على متبعيها في قوله تعالى:( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) وقوله تعالى:(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم(ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه).
فكيف يتوانى المسلمون في نصرة الشعب الفلسطيني المسلم
وقديما قيل: رُبَ جَهلٍ أنفع من حلم، وحرب أعود من سِلم.
فمكروه تحلو ثمرته خير من محبوب تمر مغبته
وكيف لايكون ذلك والقرآن يقول :(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ) وقوله (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).
فمن استشار الناصح فيما ينويه واسترشد بالشرع فيما يأتيه خرج من ظلمة الحيرة، وسلم من الهم والحسرة، وخير من طلب الاسترشاد به والهداية منه كتاب الله الذي جاء فيه (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ)
أفلا تنصرون اخواننا في فلسطين ودماءهم تجري انهارا قتلوهم ركعا ساجدين، والكثير من العرب والمسلمين في مراكز اللهو والترفيه عاكفين وعلى حصار اليمن جاثمين
إن من شأن من يسوس شيئا من أمور هذه الأمة أن يسوس نفسه قبل اتباعه وجنده، ويقهر هواه قبل أن يقهر سواه
فمن استغش الناصح استحسن القبيح
فالبدار البدار إلى تصحيح الأوضاع، ومناصرة الشعب الفلسطيني وسرعة نهضة شعوب الامة الاسلامية الى ذلك قبل أن يشهد العالم مسخا أو خسفا للمتخاذلين في هذه الأمة،(إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) والعذاب يكون على الكافرين والفاسقين (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ)
فالله معز دينه، وناصر لدينه وكتابه (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ)
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء.