الحرب النفسية – الدعاية / 10/الدعاية الرمادية
ا
الباحث والأكاديمي صلاح الأركوازي
ثانياً:- الدعاية الرمادية ( قد تكون معلومة او مجهولة المصدر = غير مباشرة )
لا توضح اي مصدر ( مجهولة المصدر واحيانا اخرى تكون معروفه المصدر). فهى دعاية غير واضحة المصدر تبدأ وتنتشر ، وربما تنتهى أيضا ، دون أن يظهر بوضوح من الذى أطلقها بالضبط ، ومن المستفيد منها بالتحديد ..والدعايات الرمادية:-
1 – تحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الذكاء والحنكة .
2 – نظرا ًلأنها لابد ألا تحمل بصمة واضحة ومحددة لذا فمستخدمها يكون فى المعتاد خبيراً فى مجاله ، وأستاذاً فى فن التعامل من الجماهير ، وتوجيه فكرها ، وتحوير أتجاهاتها ، دون إشارات واضحة ، أو توجيهات مباشرة جلية .. ومن الممكن ان تكون الدعايات الرمادية مقروءة ، أو مسموعة ، أو حتى مرئية ، وفقاً لمقتضيات الموقف ، ونوع الوسائل المتاحة والمنتشرة ، وفى منطقة الخصم ، والتى يمكن أن تكون ضعيفة ومحدودة ،أو شديدة التطور ، بحيث تغوص عبر شبكات الانتر نت ، ورسائل المحمولة ، وغيرها .. أي إنها تنقل إلى المتلقي نصف الحقيقة ـ وبذلك يبقى نصف المعلومة الآخر كاذباً أو مجهولاً.
لا تخشى معرفة مصادرها الحقيقية ولكنها تتستر وراء أهداف ما (إذاعات أوروبا الحرة ضد الدول الاشتراكية ) ( إذاعة الأكراد ضد تركيا ..) .
.اي الدعاية الرمادية : هي الدعاية التي لا يمكن إنكار بعض الحقائق التي تستند إليها ، لكنها توظف هذه الحقائق وتفسرها وتقدمها ممزوجة ببعض الأكاذيب ، مستهدفة بذلك تشويه هذه الحقائق وتكذيبها ، ويجري ذلك ويتم إعداده بمهارة ودقة كي لا ينكشف الأمر .
وهنالك رأي اخر الدعاية الرمادية (غير المحدودة): تتوسط مابين الدعاية البيضاء والسوداء وهي دعاية واضحة المصدر، لكنها تخفي اتجاهاتها.. وهي تخدم دعاية محددة، تدعو بشكل غير مباشر إلى اعتناق فكرة أو موقف، أو تأييده.. وقد لا تكشف هذه الدعاية مصدرها، حتى تستطيع الدولة الموجهة لها، أن تنكر بان لها صله بها.
Gray propaganda is somewhere between white and black propaganda . The SOURCE may or may not be correctly identified , and the accuracy of information is uncertain.
In 1961, when the Bay of Pigs invasion took place in Cuba, the VOA moved over into the gray area when it denied any U.S. involvement in the CIA-backed activities.
اي ان الدعاية الرمادية هي تلك الدعاية التي تحتل مكانا بين الدعايتين البيضاء والسوداء حيث ان المصدر قد يكون او قد لاتكون معروفة وان دقة المعلومات تكون غير مؤكدة .
لدعايه الرماديه هى اخطر اسليب الحرب النفسيه فى العصر الحديث والتى تجهر بمصدرها ولكنها تخفى اتجاهاها ونواياها بمعنى تسلل فى عقل الانسان قبل لن يفهمها مثل القصص والروايات فى الكتب او المجلات تحمل اهداف ومغزي تحمل عدة صور واشكال لايمكن فهمها مباشرة ولكن تأثيرها على العقول الكثر فاعليه وهى اخطر من الدعايه البيضاء والسوداء
ثالثاً:- الدعاية السوداء
تدل على انها تنبعث من اي مصدر غير المصدر الحقيقي (وينسب الدعاية السوداء لمصدر زائف، وينشر اكاذيب، افتراءات، والخداع)، ويشترك هذا النوع من الدعاية مع عمليات الحرب النفسية السرية المغطاة. فهى أخطر وأشرس انواع الدعايات ، لو أحسن التعامل معها ، على الوجه الصحيح والدعاية السوداء هى دعاية مباشرة ولكنها تصدر حتما عن مصدر يخالف المصدر المعلن ، كأن تنشئ (إسرائيل ) مثلا محطة إذاعية باللغة العربية ، يعمل فيها يهود من أصول عربية ، على نحو يوحى بأنها محطة للمعارضة فى الخارج .. أو يمكن أن يكون هذا عبر مواقع الأنترنت ، التى تطلق عبر الشبكة ، بأعتبارها من مصدر قومى معارض مثلاً ،فى الحين انها فى الواقع تنطلق من موقع معاد تماماً .. وتأثير الدعاية السوداء هي أقوى تأثير معروف، من بين كل أنواع الدعاية الاخرى؟ ؛لأنه يكسب ثقة المستمع ، او المشاهد ، أو المتابع ، الذى يتعامل ، معها بأعتبارها مصادر صديقة ، تسعى إلى صالحه ومستقبله، أنها فى واقعها مصادر عدوة تسعى لتدميره والقضاء عليه .
اي هي هي الدعاية المستورة، وتقوم عادة على نشاط المخابرات السرية، ولا تكشف الدعاية السوداء مطلقاً عن مصادرها الحقيقية، ولكنّها تتوالد وتنمو بطريقة سرية.
اي تكون :-
1 – مستترة خفية الغرض .
2 – وتتعمد اختيار جانب من الحقائق يخدم غرضها دون ذكر باقي الحقائق .
3 – وتلجأ الى الإختلاف وتشويه وتغيير الحقائق والأرقام وتستخدم التكرار حتى يؤمن الناس بالفكرة حتى وان كانت كذباً . أي تنقل إلى المتلقي الاتهامات الباطلة والأكاذيب لتوريطه في صراعات مع أطراف معينة أو لتبعده عن خطه الفكري أو لتحقيق غير ذلك من أهداف. بمعنى أخر انها تكون مستترة خفية الغرض وتتعمد اختيار جانب من الحقائق يخدم غرضها دون ذكر باقي الحقائق ، وتلجأ الى الإختلاف وتشويه وتغيير الحقائق والأرقام وتستخدم التكرار حتى يؤمن الناس بالفكرة حتى وان كانت كذباً(والتى غالبا ما تمثل فى إشاعة البلبلة , وحرب الآعصاب , وإثارة الشك فى السلطة الحاكمة والتحريض على العصيان ورفض الآوضاع السائدة . مما يؤدى إلى خلخلة الرأى العام وانقسامه معتمدة فى ذلك على نشر الآخبار الخاطئة وترويج الاشاعات , وتستخدم بين الآنظمة والقوى المعادية على المستوى الداخلى والخارجى ) ، ولعل من ابرز الامثلة على استخدام الدعاية السوداء فى العصر الحديث،ماحدث ابان الحرب العالمية الثانية،عندما استخدم هتلر سلاح الدعاية ضد انجلترا وفرنسا لتحطيم الروح المعنوية للشعوب فى كلا البلدين ليفتح الطريق أمام قواته للغزو،عندما بدأ بنشر اخبار وشائعات عن عمليات فساد منتشرة فى فرنسا،لُغرق الشعب الفرنسى فى قضايا فرعية داخلية تزعزع روحه المعنوية،من جانب آخر وقفت قواته على الجانب الآخر من نهر الراين لتعلن من خلال مكبرات الصوت للقوات الفرنسية المرابطة هناك،ان الانجليز يريدون ان تكون القوات الفرنسية هى كبش الفداء فى الحرب فى نفس الوقت الذى يغرق فيه جنود انجلترا مع نساء الفرنسيين فى حانات فرنسا،كلها دعاية قامت على اشاعات واكاذيب اعتمد عليها هتلر فى حربه ضد الانجليز والفرنسيين وكادت تحقق اهدافها.
اي ان الدعاية السوداء
1. نشاط ذو مصدر سري،و يقوم على نشاطات المخابرات والعملاء السريين .
2. نشاط الإذاعات والمرئيات التي تتحدث وكأنها معا لمعارضة او مع السلام ..الخ أو كأن المتحدثين هم انفسهم الوطنيين ولكنها غير ذلك .
3. تستخدم بشدة في الحرب النفسية .
4. أل CNN أثناء حرب الخليج الثانية .
اي الدعاية السوداء (المستترة):
1 – وهي الدعاية غير معروفة المصدر،
2 – ولا تكشف عن مصدرها مطلقاً، وهي سرية تماما..بل إنها تدعي أحيانا أنها تصدر من مكان معين غير الذي تصدر منه حقيقة..
3 – ومن أمثلتها الصحف السرية والمنشورات والخطابات والرسائل التي ترسل إلى المسئولين، والإذاعات السرية التي تدار من أرض محايدة أو على مقربة منها،
4 – وتكون مُقّنَعة ومستترة خفية، خافية الغرض وتقوم على رفع الشعارات البراقة والكلمات الرنانة،
5 – كما تعمل على إطلاق كلمات تدل على الأنماط والقوالب الجامدة 6 – وتستعمل التهويل والمبالغة وتتعمد إختيار جانب من الحقائق يخدم غرضها ومصلحتها دون ذكر باقي الحقائق،
7 – كما تلجأ إلى الإختلاق والتشويه وتغيير الحقائق والأرقام
8 – وتستخدم الصور الهزلية (الكاريكاتور) للتهكم والسخرية.
9 – وتعمد على التكرار حتى يؤمن الناس بالفكرة وإن كانت كذبا.
من هو بول لاينبرجر
اكبر خبير في مجال الدعاية امريكي الجنسية كان يعمل في فترة الحرب العالمية الثانية باجهزة الاعلام وكان يذيع باللغة الالمانية ما كان الالمان العاديون يظنونة مصلحة المانيا ولكن الهدف الحقيقي هو كان تحطيم الروح المعنوية للشعب الالماني .
وقد استعارتة الحكومة المصرية عام 1945 لمعاونتهم في تحطيم خصمهم اللدود المتنامي ( حركة الاخوان المسلمين ) عن طريق الدعاية الرمادية بعد ان عجزت الدعاية السوداء وذلك لشعبية الاخوان بعد مواقفهم ضد الانكليز والاسرائيلين والشيوعيين .
وقد يكون هو السبب الذي منع مؤلف كتاب الحرب النفسية ( صلاح نصر ) عدم التعمق في شرح الدعاية الرمادية واكتفى فقط بعبارة ( لاتوضح اي مصدر ).