الاثنين - 09 سبتمبر 2024
منذ 4 أسابيع
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

الباحث والاكاديمي  صلاح الأركوازي ||


يقول مايلز كوبلاند مؤلف كتاب لعبة الامم في الفرق بين الدعاية الرمادية والسوداء :-
ان الدعاية الرمادية تقوم بالتشهير بالخصوم عن طريق مدحهم والثناء عليهم ……..
بينما تقوم الدعاية السوداء بالتشهير بالخصوم ومهاجمتهم بشكل مباشر .
العملية السوداء Black operation
هي عملية سرية تقوم بها حكومة أو وكالة حكومية أو منظمة عسكرية، وتشمل أنشطة من شركات أو مجموعات خاصة، والملامح الرئيسية للعملية السوداء هو :-
1 – السرية التامة .
2 – مع الصيت السيء .
3 – وتجنب نسبتها للجهة الحقيقية التي قامت بها . والفارق الرئيسي عن العملية السرية الطبيعية أنها تحوي قدراً كبيراً من الخداع لإخفاء الجهة المسؤولة عن القيام بها تسمى عمليات الراية المزورة false flag
العمليات المموهة أو العمليات المغطاة Covert Operations
هي نشاط ذا بعد عسكري أو استخباراتي أو سياسي، يتم القيام به بطريقة تخفي أو تحافظ على سرية القائمين عليها وأحيانا منفذيها. وبينما من الممكن أن يعرف العدو بالعملية، وأحيانا العالم كله، إلا أن الهدف الأساسي من تلك العمليات أن لا يتمكن أحد من تتبع الأطراف المسئولة عنها، أو إثبات تلك المسؤلية عليهم في أسوأ الحالات.
العمليات السرية أو المموهة مثل عمليات التجسس التي تقوم بها مجموعات الجريمة المنظمة، تتم مواجهتها من قبل وكالات تطبيق القانون لضبط وكشف الجرائم، وجمع المعلومات عن عمليات القبض على منفذيها وتقديمهم للمحاكمة.
الاستخبارات العسكرية والسياسة الخارجية .
العملية المموهة مُعرَّفة في قاموس وزارة الدفاع للمصطلحات العسكرية والملحقة بأنها “عملية تم التخطيط لها وتنفيذها بحيث تخفي شخصية راعيها أو تسمح بإنكاره لها أو تحويل العبء على قيادات أصغر. وتختلف العملية المموهة عن عملية سرية بأنها تهدف إلى إخفاء شخصية المسؤلين عن العملية بدلا من إخفاء أمر العملية ككل”.
“تم استخدام هذا التعريف الخاص بوزارة دفاع الولايات المتحدة من قبل الولايات المتحدة والناتو منذ الحرب العالمية الثانية.
في العملية المموهة، يتم إخفاء شخصية رعاة العملية، بينما في العملية السرية يتم إخفاء أمر العملية نفسها.
يتم توظيف العمليات المموهة في المواقف التي يكون فيها التعامل المباشر مع هدف ما غير مفيد. وتكون تلك العمليات غير قانونية بشكل عام في الدولة المستهدفة، بل ومخالفة أيضا لقوانين الدولة الراعية لها في أغلب الأوقات. مثل تلك العمليات من الممكن أن توجه أيضا إلى الحلفاء أو الأصدقاء لتأمين دعمهم لجزئيات مثار حولها الجدل في السياسات الخارجية في العالم. ومن الممكن أن تتضمن تلك العمليات أعمال التخريب أو الاغتيال أو الانقلاب أو التدخل في الأمور الداخلية. من التكتيكات المتضمنة للقيام بكل ذلك المنظمات الواجهة والأعلام الخاطئة.
يكون أحيانا نشاط المنظمات الراعية للعمليات المموهة شبيها ب أو يتداخل مع نشاط المنظمة الواجهة . وبينما تكون المنظمة الخفية تحت الغطاء ذات طبيعة عسكرية أو فوق عسكرية بشكل عام، مثل مدرسة النقل الجوي الألمانية في العهد النازي، إلا أن الخط بين المنظمتين يتشوه في حالة أن تكون المنظمة الواجهة نفسها مرتبطة ببعض الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة.
أمثلة
قيادة المساعدة العسكرية، فيتنام – مجموعة الدراسات والمتابعة – Military Assistance Command, Vietnam – Studies and Observations Group
عملية غضب الله – Operation Wrath of God
كوإنتلبرو – COINTELPRO (Counter Intelligence Program)
خطة هيوستن – Huston Plan
قضية إيران – كونترا
مشروع مكولترا – Project MKULTRA
عملية فوضى – Operation CHAOS
حرب تحرير بنغلاديش – Bangladesh Liberation War
الدعايه المضادة Counter Propaganda
أمّا الدعاية المضادة، فتُعرف على أنها الحملات النفسية التي تقوم أجهزة العمليات النفسية بتنظيمها وإدارتها لصالح الأهداف المخاطبة (الصديقة ـ المحايدة ـ المعادية)، بهدف مقاومة والحد من نتائج الحملات النفسية المعادية . هذا ويتم بناء الحملات النفسية المضادة وتصميمها، على ضوء الدراسة التحليلية للحملات النفسية المعادية، إذ يتم من خلال هذه الدراسات، تحديد الآتي:
(1) الأهداف المخاطبة.
(2) الأهداف والمشاعر النفسية للهدف.
(3) المقترحات/ التوصيات الخاصة بتحديد أنسب الطرق والأساليب، للرد على مثل هذه الحملات، ووسائل نشرها.

أقسام الدعاية المضادة
1. الدعاية المضادة الإحباطية
2 . الدعاية المضادة التفنيدية , وهي نوعان:
a) التفنيد المباشر كالتواصل الشفهي .
b) التفنيد غير المباشر ضمن حلقة وسائط الإعلام و الشبكات المعلوماتيّة .
تقوم على أساس تمييز الدعاية الخاطئة وكشفها ومهاجمتها بطريقة مباشرة، وتهدف الى تجنب الوقوع تحت تأثيرها لكونها ضد إرادة الافراد والجماعات ، ومن أساليبها دراسة وتحليل الدعاية ومعرفة أساليب الداعية وحيله المختلفة والقيام بالدعاية المضادة التي تقدم للناس معتقدات وإتجاهات مضادة لتلك التي يريدها الداعية ، والتصرف وعمل شيء فيما يتصل بالحاجات والمطالب المسؤولة عن جعل الدعايةالخاطئة مقبولة .
توضيح حول الدعايات ومن انواع الدعاية البيضاء النشرة التي القيت على الوحدات الالمانيـة في الحرب العالمية الثانية حاثة الجنود على الاستسلام ، وقد طبعت باللغات الانكليزيـة ، والفرنسيـة ، والالمانيـة وتقول : ان الجندي الالماني الذي يحملها يقدم دليلا على رغبته في الاستسلام ، ومن ثم ينزع عنه سلاحه ويٌعنى به ، ويقدم له الغذاء والعلاج الطبي الذي يحتاج اليه ثم يرحل من المنطقة الخطرة باسرع ما يمكن . وقد علا النشرة الاختام الرسمية لبريطانيـا ، وفرنسـا ، والولايات المتحـدة ،(ووقعها ( دوايـت ايـزنهـاور ) بامضائه كقائد عام لقوات الحلفاء وبذلك يكون المصدر واضحا ) . وكذلك منشورات التي القتها قوات التحالف على الجيش العراقي اثناء غزو الكويت. او المنشورات التي القتها القوات الاسرائيليه على غزة وجنوب لبنان .
كما وزع الحلفاء نشرة مضادة للدعاية الالمانية طبعت بالانكليزيـة والالمانيـة خاصة بالضباط ، وبها معلومات صحيحة ، ولكن لم يذكر المصدر( = رمادي او اسود ؟ اي الرمادي)) مما جعل كثيرا ممن قرأوها يعتقدون انها مرسلة من داخل الاراضي الالمانيـة نفسها . ولقد كانت الحاجة ماسة الى هذين النوعين المختلفين من الدعاية ، فكل منهما كانت تكمل الاخرى ، ولكن رأى ان تبقيا منفصلتين الى غاية مايمكن ولقد كان الفرق بين الدعاية البيضاء والدعاية السوداء في مجال الاذاعة اكثر وضوحا ، ففي اثناء الحرب العالمية الثانية كان جو اوروبا مشحونا بالنداءات الموجهة من محطات الاذاعة العامة والسرية ، فكان الانكليـز يتحدثون الى الالمـان من الاذاعة البريطانية دون ان يبذلوا اي جهد لاخفاء حقيقة انهم انكليـز ، ولكنهم كانوا يتحدثون الى الالمـان من محطات سرية فيزعم المتحدثون انهم من النازيين الاحرار ، او انهم من محطات اذاعة الجيش الالمـاني ، او من جماعات حرة اخرى ، وكان الالمـان يرسلون الانباء الالمانيـة الرسمية الى الولايات المتحدة باللغة الانكليزيـة ، ولكنهم كانوا يزعمون انها اذاعة امريكيـة من الاراضي الامريكيـة في الغرب الاوسط .وفي بعض الاحوال كانت الدول المتقاتلة تستخدم اجهزة الاذاعة للدعاية العلنية وللدعاية الخفية السرية ، وكما هو معلوم من قبل ان اذاعة ” سيبـان ” وهي تحت ادارة الامريكييـن كانت في اغلب الوقت بديلة لاذاعة برامج محطة سـان فرانسيسـكو واستعارتها ” منظمة الخدمة الاستراتيجـية ” فصارت محطة يابانيـة ”
ثانيا :- او يمكن تقسيم الدعاية من حيث الاتجاه الى :-
اولاً :- الدعاية العمودية :- يقوم بها قائد أو سياسي أو رئيس ديني ( تأتي من أعلى إلى أسفل )
1. يبقى الدعائي وحيدا خارج الجمهور ، مع أنه واحد منهم.
2. تحتاج إلى أجهزة الاتصال الجماهيري
ثانياً :- الدعاية الأفقية :- تتم من داخل الجماعة وليس من فوقها او خارجها.
1. ليس هناك قائد
2. جميع الأفراد متساوون
3. تسعى إلى تشكيل وعي متماسك ، تخاطب الأذكياء
4. ان يكون معروفا لدى المجموعة من حيث وجوده أو هويته.
التقسيمات التي توضح جوانب الدعاية
1. الدعاية من حيث نشاطاتها: التفريق بين أنواع الرسائل الدعائية
2. الدعاية من حيث مستوياتها: التفريق بين مصادر الرسائل الدعائية
3. الدعاية من حيث وظيفتها: التفريق بين أهداف نتائج الرسائل الدعائية مرتبط بالوظيفة التي تؤديها
4. الدعاية من حيث أساليبها: اختلاف الأساليب التي يستخدمها الدعائيون .
أنواع الدعاية من حيث نشاطاتها
1. الدعاية السياسية ( او الدعاية التي تعتمد على التوقيت ) . انظر الصحفه القادمه .
2. الدعاية الاجتماعية.
3. الدعاية الدينية.
4. الحرب النفسية.
5. غسيل الدماغ. ( دورة خاصه)
6. العلاقات العامة .
تقسيم الدعاية من حيث المصدر والهدف
أ) من حيث المصدر :-
1. الدعاية البيضاء .
2. الدعاية الرمادية.
3. الدعاية السوداء.
كما مر سابقا
ب) وفق طبيعة المضمون
1 – الدعاية السياسية: وهي الدعاية التي تهدف إلى خلق فعل سياسي من خلال استخدام كافة الوسائل والأساليب الممكنة لتحقيق هذا الهدف، وهي في الأساس عبارة عن عملية يتم من خلالها التلاعب بالعواطف التي تهدف إلى الوصول لخلق حالة من التوتر الفكري والشحن العاطفي، الذي لا بد وأن يؤدي إلى تشويه التتابع المنطقي.
2 – الدعاية الاجتماعية: وهي عبارة عن فكرة محددة بمضامين اجتماعية محددة التأثير على مجتمع ما، وفي وقت ما.. وهي دعاية ترتبط بالمجتمع، وتستهدف أساساً المجموع دون التضحية بالفرد.
3 – الدعاية التجارية: وهي الدعاية التي تهدف إلى خلق فعل شراء أو استهلاك، خلال استغلال كافة الوسائل والأساليب والجوانب النفسية، لتحقيق ذلك.
يتبع ان شاء الله
الحرب النفسية / 12
ج) وفق التصنيف للهدف: