الاثنين - 16 سبتمبر 2024
منذ شهر واحد
الاثنين - 16 سبتمبر 2024

✍ماجد الشويلي ||


2024/8/11

لماذا تأخر الرد الإيراني على الصهاينة عقب اغتيالهم الشهيد اسماعيل هنية ؟!
سؤال تعج به وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرات الاخبار ، وأروقة التحليل السياسي.
فما الذي ينبغي علينا فهمه حتى تكون بحوزتنا إجابة مقنعة وتحليل صائب، يغنينا عن التكهنات والتصورات الخاطئة او المبالغ فيها .
وبناء على ماتقدم يجدر بنا النظر الى مايلي .

أولا:- إن الحكمة والتي من المعروفة أن صانع القرار السياسي في إيران متحليا بها تقتضي أن يضع الايرانيون في حساباتهم أن لا تكون تكلفة الرد أكبر من مردوداته الاعتبارية والأمنية عليهم .

ثانيا:- من المعلوم أن إيران سبق لها منذ فترة وجيزة أن وجهت للكيان الغاصب ضربة موجعة بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما يعني أن عليها أن تغير تكتيكات الضربة الجديدة من حيث الاسلحة والاسلوب والتوقيت .
فمما لاشك فيه أن الاسرائيليين قد اخضعوا تلك الضربة باسلحتها وتكتيكها وتقنياتها الى الفحص والتقييم واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها مجددا.

ثالثا:- بات من الواضح أن دول الطوق المحيطة بالكيان الغاصب قد أعلنت وبشكل رسمي أنها ستعترض الطائرات والصواريخ المتجهة صوب الكيان الغاصب ، مايعني بالضرورة أن على ايران ايجاد حل لهذه العقبة وابتكار اسلوب آخر لتفادي التصادم مع هذه الدول التي حرصت بالامس القريب ولازالت على ترطيب الاجواء معها من جهة ومن جهة أخرى ضمانة وصول صواريخها الى اسرائيل.

رابعا:-من خلال بيانات مندوب الجمهورية الاسلامية في الامم المتحدة يتبين بشكل واضح وكبير حرص الجمهورية الاسلامية على أن يكون ردها وفقا للقانون والمعاهدات الدولية وهذا الامر بطبيعة الحال يستلزم دراسة مستفيضة لتحديد كيفة وطبيعة الرد على الصهاينة.

خامسا:- من الأمور المهمة التي ينبغي استحضارها على الدوام أن تداعيات طوفان الاقصى على الكيان الغاصب قد ادخلته في (حيص بيص) وهناك تقاطعات حادة بين القيادات السياسية والعسكرية بل وحتى انقسامات مجتمعية هي اكبر بكثير مما يشاع عن خلافات بين الاجنحة الايرانية حول كيفية وطبيعة الرد.

سادسا:- مما لاشك فيه كلما تأخرت الضربة الايرانية كلما ازدادت خسائر الكيان الصهيوني الاقتصادية وتفاقمت اوضاعهم الاجتماعية وتعمقت النزاعات بين القيادات السياسية والعسكرية بل حتى مع الولايات المتحدة.
ومجئ الرد الايراني في ظل هكذا اجواء يربك حساباتهم أكثر ويبعد احتمالية لجوئهم للرد وتوسعة نطاق الحرب أبعد نوعا ما.

سابعا:- إن ايران تدرك جيدا أن استهداف الكيان الصهيوني هو استهداف مباشر للولايات المتحدة بل هو استهداف للغرب اجمع مع منظومة وكلائهم من الدول العربية في المنطقة لذا فهي ليست في وارد التسبب بحرب اقليمية كارثية بقدر ما هي معنية بالانتقام لكرامتها وسيادتها التي انتهكت باغتيال الشهيد هنية. الامر الذي يستدعي بالضرورة اخضاع كل الاحتمالات للدراسة والبحث.

ثامنا:- بما أن إيران وضعت نصب اعينها احتمالية نشوب حرب اقليمية واسعة النطاق جراء ردها على اسرائيل فمن المؤكد أنها تعمل الان على سد كل الثغرات المحتملة وتهيئة الاوضاع بشكل عام لاحتواء تداعيات الرد عليها مايعني تحصين البلاد والتحفز للرد على الرد كما هو متوقع.

تاسعا:-لعل تأخر الرد الايراني جاء في سياق انتظار استكمال قوى محور المقاومة استعداداتها للرد وجهوزيتها لاحتواء الرد المضاد .
الامر الذي يستلزم بالضرورة التواصل والتنسيق المستمر وتسليح بعض الاطراف.