الأحد - 08 سبتمبر 2024

يا حوتة يا منحوسة – هدّي كَمرنا العالي

منذ 4 أسابيع
الأحد - 08 سبتمبر 2024

علي السعدي ||


ناشوطات حتى ومتى .
“هذا عور شلّج بيه”
وأنا أتابع الحملة التي تقودها “الناشوطات” بمساعدة ومباركة من “نواشيط ” ضد مايثار عن قانون الأحوال الشخصية ، واعتباره انتهاكاً سافراً وسفوراً ،لحقوق المرأة ،ومنها سلبها حقوق الحضانة وتزويجها – رغم خشمها – بعمر تسعة سنوات ، تذكرت ما كنا نهزج به صغاراً ،ونحن نضرب على الصفائح ( التنكية) والدرابك ، حين كسوف القمر “ياحوته يامنحوسة – هدّي كَمرنا العالي ” ونحن على يقين ان الحوتة هي من بلع القمر ،من أجل الانتقام من البشر وسلب ضيائه من لياليهم الحالكة ،ولزيادة في السخرية نكملها ” ياحوته هدّيه هدّيه -هذا عور شلّج بيه ” – يعني دسسنا بالقمر عاهة ،كي لاتسرقه الحوت .
أما كيف صعدت الحوت الى السماء ،وكيف ابتعلت القمر ،فذلك التفصيل لم يكن يهمنا ،المهم ان لانسمح للحوت بابتلاع القمر ،والا كيف نلعب (أم خويّلي *) .
مشروع القانون المقترح ، ليس فيه اشارة الى تزويج البنت بعمر 9 سنوات – لم أجد هذه الفقرة شخصياً – وبالتالي فاثارتها والتركيز عليها ،كمثل ذلك الحوت المظلوم ، أما حق الحضانة بعد السنتين ،وبعد حصول المرأة على الطلاق – فهو العمر المناسب للطفل ليتربى في أحضان والده ،بعيداً عن التأثيرات الجانبية التي يمكن ان يتربى عليها عند أم وأخوال ،غالباً ما لا يذكرون والده بالخير ،أو في كنف رجل غريب كزوج الام ،حيث ينشأ نوع من التنافس والغيرة على الام بين الولد والزوج الجديد ،وفي مطلق الحال ، سيبقى الابن يحمل اسم ابيه وينتسب اليه ،ومن الطبيعي ، ان الام اذا ارادت تربية ابنها وتهديده كي لايسيء السلوك ،فإنها تقول له :” بس يجي ابوك الا أحجيله ” لأن الاب غالباً مايفرض احترامه وهيبته على الابناء ، ويكون مثلهم الاعلى ،لذا تتخذه الام وسيلة لتربية ابنائها ، هذا في المسار العام ، لذا تجريد الاب من حق تربية ابنائه ،انما هو إخلال في مسار الحياة ذاتها ومتطلبات المجتمع في سلوكياته . .
لكن الحوتة المتمثلة بالسيدات الناشوطات ، تريد اقناعنا بأن القمر سيبتلعه القانون الجديد ،وتصبح الطفلة ذات التسع سنوات ،عرضة للانتهاك ، رغم اني شخصياً ورغم كل سنوات العمر واشتغالي في مجال علم الاجتماع ، لم ار ولم اسمع بأن أباً زوج ابنته بهذا العمر أو هو على استعداد لتزويجها ،كما لم اقرأ بالقانون الجديد المقترح ،ماينصّ على ذلك .، وان حصل ، فهو جريمة انسانية وانتهاك بحقّ مخلوق ، لايملك وسيلة للدفاع عن نفسه .
(*) أم خويلي – لعبة شعبية يصطف فيها عدد من الاولاد ،بحيث يكون ضياء القمر خلف ظهورهم ،وظلالهم تبدو امامهم ،فيرمي اللاعب حجراً وهو مغمض العينين ،ومن يقف الحجر أمام ظله ، يهاجم بقية اللاعبين فيهربون منه ،ومن يمسك به ،يخرج من اللعبة .