الجمعة - 20 سبتمبر 2024

ما بين جبهات الإسناد والمستعربين..!

منذ شهر واحد
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

أمين السكافي||

لقد آمنا واقتنعنا، وصار يقينًا لدينا أننا لن نطلب منكم أن تنطقوا، فلو أن تمثال موسى نطق في تلك اللحظة عندما ضربه مايكل أنجلو، لنطقتم. ولكنه كان يعلم أن التمثال لن ينطق، ومع ذلك جازف بضربة صغيرة في الركبة بالمطرقة. ونحن نعلم أنكم لن تنطقوا يا عربان الأمة، ولو بقينا نضربكم حتى قيام الساعة.

ولكن، لعل ضربة من دماء غزة تقضي عليكم، فتجعلكم كعصف مأكول. فلا خير فيكم، فأنتم كالأنعام، بل أضل، أولئك هم الغافلون. مثلكم كمثل الحمار يحمل أسفارًا. لقد انتهى منذ زمن حديثنا معكم، فكما قيل: لو ناديت حيًا لأجاب، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأنا أشهد أنكم أموات، وما نفع الحي دون كرامة أو شرف أو نخوة تحركه؟ وأنتم، ولله الحمد، بُلداء، أغبياء، متخاذلون، متواطئون، همكم الحياة الدنيا وما تحتويه. أما الأمة، فلها رب يحميها، وكما أرسل لأبرهة وجنده طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فقد أرسل لغزة أبابيل بشرية ترمي العدو بما لديها، والآتي أعظم على كيان لا يفقه غير لغة القوة.

وكما تعلمون، قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ولا يُستجدى على طاولة يُقتل مفاوضوها بدم بارد”. الزمن لن يعود إلى الوراء مهما حاول صهيون. فغزة ليست وحدها، والكيان لا يرتكب هذه المجازر إلا لفشله في مقارعة أبطال غزة. والمحور يريد بذلك كسر عزيمة المقاومين، وألا يعلم أن دماء شهدائنا تزيدنا عزيمة وإصرارًا، وأن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

كان هناك أعرابي في ما مضى، غير المستعربين الذين ابتُلينا بهم الآن. هذا الأعرابي كان له ثأر، أخذه بعد أربعين سنة. فقال له قومه: لقد استعجلت. نحن من هؤلاء العرب الذين لا ينسون ثأرهم، ولو طالت أو قصرت الأيام، ولسنا من هؤلاء المستعربين المزيفين. نقول للصهاينة ومن خلفهم أن ثأرنا سيُؤخذ، وأن دماء الأبرياء لن تذهب هدرًا، وإننا لهم لقادمون، وهذا وعد ربك:

﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾