الأحد - 15 سبتمبر 2024

جدلية القلم والبندقية..المتمظهرة بأثواب جديدة..!

منذ شهر واحد
الأحد - 15 سبتمبر 2024

احمد خالد الكعبي ||

اطلعت على هذا النداء في مكان غير متوقع :

أيها الإسلاميون اسمعوا وعوا : هناك مجموعة علمانية شيعية خطيرة تعمل بدهاء وتخترق النظام السياسي من الداخل ..
أنهم يسرقون الخطاب العقائدي منكم ، أصبحوا يتكلمون باسم الطائفة بعدما خسروا ( لعبة وطن ) ..

لقد نبههم مشغليهم أن خطاب الوطنية بائس لا خير فيه فقالوا لهم : وجهوا خطابكم للشيعة لكن ( أكدموا عمليتكم / اي اجعلوها طرح اكاديمي ) ..

في النهاية هدفهم سلخ العراق الى مظلة التيه الغربية .

لولا سلاح المقاومة القوي الذي أسند وسد ضعف سلاح المؤسسة الأمنية الرسمية لما استطاع المثقف والنائب في مجلس النواب العلماني الشيعي اليوم أن يظهر على شاشات التلفاز ويتكلم بحرية ، لا بل لما استطاع البقاء أصلاً في البلاد .

لم نصنع وطناً بالدماء لنتحول إلى تلاميذ في مدرجات علمانية لئيمة .

هذه حراب الوطن .. يا أيها التائهون عنه .

بسم الله الرحمن الرحيم
أَمۡ تَأۡمُرُهُمۡ أَحۡلَٰامُهُم بِهَٰذَآۚ أَمۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ/ ٣٢/ سورة الطور

/انتهى النداء .

لماذا نحن الذين التصقنا بالإسلام المقاوم نبدو بلا كارزميات ثقافية ؟!..
ولماذا البعيدون أو الذين ابتعدوا عن الاسلامية المقاومة صنعوا هذه الكارزميات أو تحولوا إلى ايقونات ثقافية تبدو متينة ؟!

لا يمكن ان تواجه المثقف المؤدلج بالطقس الجماعي ، لانه يشبه الماء الجاري من تحت التبن الذي يجري ببطء وهدوء شديد .
الطقوس الجماعية حالة تعبدية اجتماعية ولها دورها الكبير والمحوري في الحفاظ على العقيدة
لكن المثقف المؤدلج لا يمكن لأحد ان يواجهه او يهزمه سوى مثقف مؤدلج مثله .. ألا ترى ان الإطار التنسيقي وبخطة محكمة ( بغض النظر عن شرعيتها وتوافقنا معها من عدمه ) هدأ اللعبة المضادة لجوهر وجوده ، وذلك عبر شراء الأقلام المعادية وتحييدها !؟
لقد فعل ذلك لان كل قواه لا تملك المثقف الايدلوجي الذي يستطيع او يقف بوجه الزنادقة ، فلجأ الى اللعبة القديمة ( الذي لا تسطيع ان تغلبه اشتريه ) .

لعل السؤال الجوهري هنا هو : لمن الأولوية ، للبحث عن ( مقعد في القطار السياسي ) ام لبناء الذات المثقفة ؟

هناك تقرير امريكي وصف حركات المقاومة في العراق بأنها (جوهر الكتلة الحاكمة في البلاد )/ انتهى الاقتباس .

وغدا سيقفز هذا الجوهر من المتن إلى الغلاف فيحوزهما معا، فماذا سيفعل ازاء
انتليجنسيا
تحمل روحاً مضادة أو على الأقل غير متفقة مع هذه المقاومة …
ولماذا في الأصل لا تمتلك هذه المقاومة
انتليجنسيا
منبثقة عنها ؟؟!!

هذه المجموعة او الجماعة ليست بالضرورة ان تكون ذات أُطر ومضمون علماني بحت على المستوى التفصيلي ، لكنها في النهاية كتلة أكاديمية مثقفة غير متفقة معك !؟
ماذا ستفعل ؟

ثم هناك سؤال : من هو المحور .. انت ام هو ؟!
من قال انك هو المحور وهو الطرف
ومن قال انك المتن وهو الغلاف !؟

لعل الذي قال : القلم اخطر من البندقية لم يكن في حلم بليلة شتائية باردة .

اذا لم يكن الامر كذلك فقل لي بربك : لماذا حركات هذا الاسلام المقاوم تتوسل هذا المثقف العلماني ( او غير المتوافق معها ويعلن ذلك) لكي يكتب لها سطرا في تويتر او غيره وهو يتشرط أو يتمنع ، بل وتبحث عنه وتعرض عليه المناصب المرموقة ، بينما من يوصف ب” المثقف الاسلامي ” ( رغم تحفظي على اصل ادعاء وجود الوصف ) مركون وإن كتب ومدح وحاول
لكنه منهك على المستوى النفسي ولا يملك قوت شهره بل وهو من يتوسل ببني جلدته؟! .
يعني احب من يحب غيري !؟

هناك سؤال اخر يبدو بلا اجابة ايضاً : هل صعود الانتليجنسيا
الأكاديمية شبه العلمانية مؤامرة فعلاً
ام اختراق ثقافي غربي يعمل بأُطر متينة منذ مئات السنين ؟

لماذا احرق الاسلامي نفسه في السلطة او طلب العيش ، بينما ذهب المختلف معه او الذي يخفي الاختلاف معه ( وليس الخلاف ) بشكل مباشر الى مؤسسات التأثير الثقافي : الجامعة / مراكز الأبحاث / الكتابة المميزة ( وان كانت خداعة ) ووو

من المسوؤل عن هذا الخطأ المنهجي الفظيع .. هل هو خطأ مؤسسي ام مسؤولية فردية !؟
ام هي جهود فردية وطريقة تفكير أنيقة ومدركة للهدف ولديها إرادة الوصول وعرفت من البداية هذه الحقيقة : العلم يأتي بباقي الاشياء .. بمنصب سلطة وبالمال والشهرة .
على اعتبار ان اي كيان سياسي مهما كان عنوانه سيحتاج الى ” مثقف ما ” سواء أكان منظراً عقائدياً مخلصاً كالشهيد مطهري قدست نفسه ، ام قطعة قماش للتلميع كالعديد من مدوني الصيرفات في وقتنا الراهن مثل العديد من الاسماء التي تعرفونها .
!؟!؟