كلمة من القلب لمن يسكن وجداننا /المطران المقاوِم عطالله حنّا حارس القدس
هيام وهبي ـ لبنان ||
يا سيدي .. يا سيد الأحزان الكبرى .. أيها القديس المقاوم يا صوت السماء الرحيمة إلى أرض غزة.. غزّة التي لم يرحمها العالم ..غزّة التي تحيا ما بين الصرخة والدمعة وما بين الموت والموت ..
غزّة هاشم التي تفتقد الرحمة من البشر وتنتظرها من الرحمن .. غزة التي لم ينصفها العالم .. ولم تعرف الإنصاف حتى من إخوتها الذين رموها في البئر .. غزة البهية ذات الحزن الجميل لم تلق َ في هذه الدنيا إلّا الغدر .. غزّة الشجاعة المقاوِمة ذات الصمود الأسطوري كل ما فيها يقاوم.. ناسها، كنائسها ،مساجدها، أشجارها .. وكأنها تلقّن التاريخ درساُ عن التمسُك بالأرض والإيمان بالحق ..
هي كربلاء هذا القرن .. ففي كل يوم يُذبح فيها الإمام الحسين .. وفي كل فجر يُصلب فيها المسيح .. مأساة ممتدة يمارس فيها نفس القاتل نفس الجريمة.. يا حارس القدس العربية والساهر على فلسطين، يامن حملت على عاتقك كل همومنا وأشجاننا ،لقد آلمتني رسالتك التي تنادي فيها الضمير العالمي وصلة الرحم التي من المفترض أن تربط بين العرب .. موجعة كلماتك وصوتك إنساب إلى قلوبنا قبل أذاننا ..
أيها النبيل هذا العالم بأنظمته البراغماتية شريك بكل جرائم (يهوه) ولا ننتظر منه العدل. والشعب العربي قد طوًعته أنظمنته المتصهينة بالفقر والجوع فانحصرت همومه برغيفه الذي يلاحقه ولا يصل اليه ..
نحن نعيش في زمن الوحش الأمريكي الذي يفرض على العالم بشرقه وغربه قيَمهِ المادية المفترسة فلا مكان للسماءِ في عقيدته ولا لدينٍ أو إيمان أو ضمير.. نحن في زمنٍ بلا قلب ..
ما يحدث تحت سماء غزة من إجرام مستمر دون توقف، إحتماله فوق طاقة النفس البشرية .. ولا ننتظر من هذا العالم المتآمر أي خير ، أملنا الوحيد هو في دول المحور المقاوم وفي شرفاء العالم الذين ومنذ بداية طوفان الكرامة لم يتوقفوا عن التظاهر والتنديد بالجريمة..
أملنا وثقتنا بصمود غزّة هذه المدينة الرائعة والتي أعجزت كل قادة الكيان الصهيوني حتى أنهم كانوا يتمنون أن يستيقظوا يوماً فيجدوا غزّة وقد أبتلعها البحر ..!! نعم ثقتنا بهذه الغزة التي أتعبت الصهاينة .. غزّة التي لن تتأثر بغدر من غدرها .. غزّة التي خذلتها الدنيا وعانت من الإحساس الموجع بالتخلّي .. هي سيدة التحديات التي لا تخاف !! ولو كانت تخاف لما سكنت على شاطئ البحر بأمواجه العالية وغدر تقلباته ..
يا أيقونتنا المقدسة .. ايها الإنسان الإنسان في زمنٍ إنقرضت فيه الإنسانية .. لك كل الحب والتقدير والإجلال والإكبار، ولك خالص التعازي بأرواح الشهداء .. شهداء سلسال المجازر الدموية الرهيبة .. لأرواحهم المجد والخلود وسمواتٍ واسعة قد يلقون فيها الأمان والسلام الذي لم يكن لهم يوماً على الأرض..لك ولفلسطين ولقدسنا السلام .. كل السلام.