الخميس - 12 ديسمبر 2024

💎 جواهر عَلَويَّةٌ: “لِلْشَّدائِدِ تُدَّخَرُ الرِّجالُ

منذ 4 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

السيد بلال وهبي ||


📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “لِلْشَّدائِدِ تُدَّخَرُ الرِّجالُ”

أجل، للشدائد تدخر الرجال، وفي الشدائد أيضا تظهر الرجولة الحقة.
إننا جميعاً نراهن بعد الله تعالى على رجل أو رجال يقفون معنا في الشدائد والأزمات، ويبحرون بنا في خِضَمِّ المصاعب والابتلاءات، ويدافعون عنا إذا ما نشبت نار الحرب بيننا وبين أعدائنا، وأهل النخوة من الرجال هم الذين أعانوا، وساعدوا، وبَنَوا الأوطان ودافعوا عنها، وهم الذين نصروا الأنبياء والأولياء، وقاتلوا بين أيديهم الطواغيت والمستكبرين والظالمين منذ فجر الإنسانية إلى يومنا هذا، ولقد كان الأنبياء العظام يسألون الله تعالى أن يهيئ لهم أنصاراً من أهل الرجولة والبطولة والشجاعة والإخلاص والوفاء، فهذا عيسى بن مريم (ع) يقول: “… مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿52/ آل عمران﴾ ويُثني الله تعالى على أصحاب النبي الأكرم (ص) الذين ناصروه على دعوته، وجاهدوا بين يديه عدو الله وعدوَّهم، فيقول سبحانه: “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿100/ التوبة﴾

ولم تزل الأمة جيلاً بعد جيل يذود عن حياضها الرجال، ويدفعون عنها العدوان والأهوال، يدافعون عن كرامتها وعن حقوقها المسلوبة وثرواتها المنهوبة، يبذلون في ذلك دماءهم وأرواحهم، لا يخشون لومة لائم من قريب أحمق أو شريك في الوطن حاسد حاقد، أو صَلَف غَبي مأجور، أو تهويل عدو غاشم، ولولا هؤلاء الرجال وهم قِلَّة لذهبت الأمة وما تملك أدراج الرياح، وصارت قِصَّة تحكى في النوادي وعلى الشاشات.

وإذا كان الرجال يُدَّخَرون للشَّدائد، فإن الشَّدائد تكشف عن الرجولة والبطولة والشهامة والشجاعة والأنَفَة والإباء والهِمَّة العالية، الشَّدائد تُظهِرُ معادن الرجال الحقيقية، وإنها لتغربلهم غربلة حتى تُمَيِّز هذا عن ذاك، قبل الشدائد الناس متساوون في الحكم لا يمتاز واحد منهم عن الآخر، الشدائد هي التي تكشف عن رجولة هذا وخنوثة ذاك، فالرجولة ليست لحية كثَّة، ولا شاربين معقوفين، ولا عضلات مفتولة، ولا استعراض فارغ (كما نلاحظ ذلك في استعراض بعض ملوك بلادنا العربية) الرجولة تعني أن تكون حيث يجب، وفي اللحظة التي تجب، والقرار الذي يجب، ولو كلَّفك ما كلَّفك من أثمان، مدافعاً عن الكرامة، ذائداً عن الوطن، ذاباً عن المستضعفين من الرجال والنساء والوِلدان.

فجر يوم الإثنين الواقع في: 12/8/2024 الساعة (04:16)