الخميس - 19 سبتمبر 2024

من هم المحور … (الجزء الثاني).

منذ شهر واحد
الخميس - 19 سبتمبر 2024

أمين السكافي ||

تبقى لنا من المقال السابق أهم عنصرين في المحور، وهما الأم الحاضنة لأبنائها، ونقصد بذلك الدور الإيراني، والقلب النابض الذي يعمل على إيقاع بقية المحور.
نبدأ من إيران الشاه، التي كانت مثلها مثل الكيان الصهيوني، تعتبر شرطي الخليج والآمر الناهي في المنطقة. كان جهاز أمنها “السافاك” يضاهي جهاز “الموساد”، ولديها جيش من أقوى الجيوش في المنطقة. لم يتصور أحد أن يستطيع رجل دين طاعن في السن بخطبته الموزعة على أشرطة كاسيت أن يهز عرش الطاووس، فكيف بإقتلاعه؟
بعد منفى إجباري، عاد الإمام القائد أبو مصطفى إلى إيران منتصرًا، في الوقت الذي كان الشاه رضا بهلوي يغادرها، مختتمًا برحيله أيام إيران الملكية. تغير كل شيء في إيران؛ الحقوق والواجبات، ظلم الأجهزة السياسية الداخلية والخارجية، وعلى رأسها معشوقة آية الله الخميني، بيت المقدس وعموم فلسطين. كانت خطوته الأولى تسليم سفارة الكيان لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث ارتفع علم فلسطين على ساريتها. ثانيها، إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يومًا عالميًا للقدس كي تبقى حاضرة في أذهان الناس. ثالثًا، وهو الأهم، البحث عن كل من يحمل جذوة من نار المقاومة في صدره، فكان حزب الله في لبنان، وبعدها أنصار الله في اليمن.
ومع رحيل الإمام المؤسس، كان للإمام الخامنئي مهمة إكمال الرسالة، فكانت العراق وحشدها الشعبي، وطبعا سوريا والحلف القديم الجديد من الأب إلى الابن، والذي كلف سوريا أثمانًا باهظة دفعتها بسعادة طالما تسلك الطريق. ولن ننسى العلاقة مع حماس والجهاد اللتين فتحت لهما، وللبقية، مغارة علي بابا من مال وسلاح وعتاد وتدريب وخبرات عسكرية لينهلوا منها ما أرادوا، لا يريدون جزاء ولا شكورًا إلا وحدة الهدف، فلسطين. فكان لها ولهم ما أرادوا.
لنصل اليوم إلى محور متكامل جاهز ومستعد لكل شيء وأي شيء. وطبعا، ختامها مسك عندما نصل إلى أبطال غزة وشجعانها، هؤلاء الذين تربوا ووعوا على دنيا شيخهم المعجزة، أحمد ياسين الشهيد. وكما أغلب قادتنا من المحور، بدأوا من سجن العدو بالتخطيط لإقامة حركة إسلامية مقاومة. حتى أقرب الناس للحركة لم يحلم بأنها، ولمدة عشرة أشهر، ستصارع العدو بطائراته ودباباته وصواريخه وكل مخزونه العسكري، وتبقى تقارعه بإيمانها المطلق بنصر الله، وبدعم من الحلفاء، بدءًا بإيران وانتهاءً بكل المحور.
فسلام الله على من استشرف للمستقبل وأعد العدة وجهز لقادم الأيام، وأعني بذلك الإمام الخميني رضوان الله عليه.