الخميس - 19 سبتمبر 2024

إصبع على الجرح..زمن التفاهة والتافهين..!

منذ شهر واحد
الخميس - 19 سبتمبر 2024

منهل عبد الأمير المرشدي ||

لا اعتقد إننا بحاجة الى الأدلة والبراهين على إشاعة الفساد وكثرة الفاسدين بين ( السادة ) المسؤولين من القمة حتى أسفل الهرم مع احترامنا لثلة من الأولين وقليل من الآخرين . اشاعة الفساد بين ممن مضوا وممن لم يزالوا في السلطة وممن سوف يأتون لاحقا حسب التوقعات الأدراكية لما ستنتجة ثقافة مجتمع يغلب عليه الجهل والتخلف والعبودية لأصنام الفساد ..

المشكلة ليست هنا فحسب بل إنها تكمن في إن جلّ من فسدوا وسرقوا وتفرعنوا وتسلطوا وتزعموا وحكموا هم من التافهين بالأصل ، تافهين جينيا وإرثا وتافهين شكلا وتافهين بالمضمون . تافهين في اللغة والخطاب . تافهين في الكارزما والحضور . تافهين في الشخصية والمفردات .

هم يعرفون أنفسهم انهم تافهين لكنهم صدقوا انهم صاروا من اصحاب الزعامة والفخامة والمعالي والسيادة والمكاتب وتحت امرتهم الحمايات والمواكب والسيارات المدرعة . الناس تعلم الهم تافهين لكنهم يصفقون لهم ويتملقون لهم ويمدحونهم ويهتفوا لهم ويصدقوا كذبهم ويخلعوا لهم ولنفاقهم !!!!

المشكلة لا تنحصر هنا فقط انما صارت التفاهة في اذهان الكثير من اجيالنا هي المؤهل الأول والأهم للحصول على المنصب والجاه والزعامة والمشيخة والمقعد النيابي وربما المنبر المنافق عند البعض من الهمج الرعاع .

يعني صار البعض مقتنعا إن من يطمح أن يحصل على منصب أو يكون قائدا او شيخا اوزعيم اومسؤول في الدولة فعليه اولا ان يكون تافها ويحمل كل مؤهلات التفاهة في الأخلاق والثقافة والمعتقد !!!

انه زمن التفاهة حقا . زمن التفاهة الذي جعل التافهين يتسلطون على مقدرات الشعب ومصير ابناءنا ومستقبل اجيالنا . زمن التفاهة الذي جعل التافهين يتسلطون على اصحاب العقول النقية والكفاءات والشخصيات المرموقة واهل الحكمة بل انهم يطاردون المخلصين والمتميزين والشرفاء الذين أمسوا مركولين متروكين منسبين لا بل وحتى محاروبن وهم في قفص الإتهام من قبل التافهين .

اخيرا وليس آخرا نقول إن أكثر ما نخشاه أن يغدو التافه هو القدوة وهو الإسوة فيسعى الشباب ليتأسوا به فتشيع ثقافة التفاهة فإذا اردت ان تكون متميزا وناجحا لابد ان تكون تافها !!! وهذا ما صار معلوما لنا حتى بين طلبة الجامعات والمدارس والدوائر وحتى في قصائد الشعر الذي يكتبها البعض أو …. أو … .او …. بقي أن نتسائل لا سمح الله هل نقبل ان نتحول الى مجتمع …..

اللهم الطف بنا من زمن التفاهة والتافهين .