الاثنين - 16 سبتمبر 2024

الحسن المجتبى أعدل السياسيين..!

منذ شهر واحد
الاثنين - 16 سبتمبر 2024

إنتصار الماهود ||

لا يختلف إثنان على هوية الحسن عليه السلام، من جده ومن والده ومن هي أمه وفي أي بيت قد تربى، فهو حفيد نبي وإبن وصي وأمه سيدة نساء العالمين، إمام هادي مهتدي مهدي لا غبار ولانزاع ولا شك في عصمته من الخطأ والزلل، طاهر مطهر من الرجس والدنس كما قال تعالى في الآية 33 من سورة الأحزاب، ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا“، وتلك آية واضحة وصريحة عن عظمة ومنزلة آل البيت، كما هي الآية61 من سورة ال عمران آية المباهلة، ”فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين “، هنا الرسول ص لم يدع أحدا بيوم المباهلة غير نفسه علي، ومن نساءه فاطمة وإبناه الحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام ولا شك بصحة هذه الآية والرواية الخاصة بها.

أما علم الحسن عليه السلام، فكان عالم غير معلم إستقى العلم الإلهي والتعاليم الربانية من مدينة العلم جده، وبابها أبيه وأمه الزهراء البتول عليهم السلام، هو عالم بالأحكام الشرعية وله طريقة في الإستنباط وحمل المطلق على المقيد وحمل المجمل على المفسر وهو العالم بالناسخ والمنسوخ والناظر في لغة العرب وبواطنها ومن فهم النص بنص آخر.
بالنسبة للحرب والسياسة فقد كانا متقاربين في حياة الإمام الحسن عليه السلام فقد خاض حروبا في الدفاع عن النفس والإسلام بجوار والده ووأد الفتنة التي كادت تفتك بالمسلمين في حرب الجمل والتي حرض فيها معاوية لعنه الله زوجة النبي عائشة للمطالبة بثأر عثمان بن عفان وهو من عقر الجمل الذي كان المارقة يلوذون به.
اما الجانب السياسي رغم تصويره بكونه غامض وشائك الا ان الامام الحسن عليه السلام كانت سياته واضحة ونهجه لاغبار عليه، عكس ما أشاع الامويون من روايات مغلوطة واكاذيب والتي مع الاسف توارثتها الاجيال ليومنا هذا دون تدقيق.
لقد حان دورنا لنعيد الحق لأهله ورفع اللبس عن الدور السياسي الذي إتبعه مولاي المجتبى عليه السلام ونكشف دور أهم رجل سياسة في الإسلام بعد جده وأبيه وكيف لعب دورا محوريا في المحافظة على إستقرار الإسلام وحفظ دماء الشيعة خاصة، فقد كانت نظرة الإمام المجتبى فداه روحي في بناء الدولة لا تقتصر على الدين فقط بل شملت رؤيته الجوانب السياسية والإجتماعية والإنسانية على عكس سياسة آل امية التي كانت غايتها إضعاف الدين وآل البيت وعزلهم والقضاء عليهم بشكل نهائي إعلاميا وسياسيا وإجتماعيا وتصفيتهم جسديا كما حدث في كربلاء، بينما سياسة الحسن عليه السلام كانت واضحة وصريحة بناءة ليست بهدامة تقوم على رعاية الجميع دون إستثناء وتحقيق العدالة والتوازن وحماية الحريات والحقوق المشروعة والمحافظة على أمن المسلمين ومصالحهم، فالمعيار لدى إمامنا الزكي هو الحق والأخلاق والمباديء، وحين سالوه عليه السلام لم تفوق عليه معاوية أجاب” والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة“، اما سياسة معاوية فتعمتد على المصالح، والأمزجة الفئوية والتوزيع غير العادل للثروات وتهميش الجميع من أجل فئة معينة لتمسك السلطة، فهم يظهرون عكس ما يدعون، هدفهم هو هدم الإسلام بغضا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، حكم يقوم البطش والقوة ولازلنا نشاهد آثار حكمهم حتى يومنا هذا فهنالك من يشجع ويصفق ويهلل للطاغية ويرى في حكم القوة الأمان والإستقرار مع الأسف كما هو حال(أيتام البعث)، الذين لازالوا يحنون لأيام الطاغية المقبور (غمان وعلي يحبون التكفخ هو هذا البزون يحب خناگه). هم لا يريدون حكما مستمدا من القرآن الكريم وفقه آل البيت عليهم السلام.

أما عن شجاعته فقد كان مولانا كريم آل محمد الأطهار شجاعا قويا ليس بالسيف فقط، لا بالكلمة أيضا ولا تاخذه في الله لومة لائم كما تذكر الروايات لنا بعضا من مواقفه، حين كان يرتقى المنبر يتحدث بحضور الجميع عن مثالب معاوية، ويوجه إليه النقد الشديد، ولم يقاتل مع معاوية ضد الخوارج، رغم طلب معاوية منه ذلك لأن الناس تتبع الإمام الحسن عليه السلام، أكثر فقد إعتبر الامام هذه الحرب، حرب معاوية من أجل السلطان وهو شان خاص بالحاكم وأنه عليه السلام ترك معاوية، ولم يقاتله حقنا لدماء المسلمين وهو بذلك يؤكد على مبدأ مهم أن المعارك التي خاضها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم للدفاع عن النفس، والأسلام وليست لتثبيت السلطان.
وفي الختام نذكركم بان سيرة الحسن عليه السلام، لن تختصرها مجلدات وليست كلمات مثل كلماتي التي أؤكد بها أن الحسن عليه السلام كان أعدل السياسيين، وأقواهم وأكثرهم حنكة وحكمة وإستطاع بذكاءه وحلمه، أن يحافظ على الإسلام كما حافظ الحسين عليه السلام، بدماءه الزاكية على الإسلام وأنار بعلمه وسيرته طريق الحق، مثلما أنارت الثورة الحسينية طريق الحق والنهج القويم، وأعادت الناس لرشدهم بعد تلك التضحيات الجسام.
هنا أطرح عليكم السؤال الأهم من هم أولى بالإتباع والسير على نهجهم، هل ستتبع نهج القوة واللامساواة والظلم والمصالح نهج معاوية ويزيد وجندهم ؟!، أم ستتبع نهج الحق والعدل والمساواة نهج آل محمد عليهم السلام ومن ينوب عنهم، لكم الخيار في سلوك الطريق فللحق جند مجندة تدافع عنه وتحميه، وللباطل جندة مغرر بها تسير خلفه.

عظم الله أجركم بذكرى إستشهاد كريم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.