الثقة .. هي رأس المال الاجتماعي.. لا غيرها..!
الباحث والاعلامي : صبيح المرياني ||
قبل كل انتخابات تجري نقاشات بين بعض كبار الشخصيات الحزبية وقادة الكتل والتيارات المختلفة من جهة ، والنخبة من الكتاب والمحللين السياسيين والاعلاميين من جهة أخرى ضمن جلسات حوارية يتم ترتيبها من قبل هذه الشخصيات الحزبية و تعقد في مكاتبهم في اغلب الاحيان ،ويطرح السؤال الذي يشغل بال الكثيرين منهم وهو كيف يمكننا اعادة ثقة الشعب بالكتل والاحزاب السياسية في البلاد ؟
وهذا السؤال لم يطرح من فراغ بل نتيجة خيبة امل يقرأها قادة أغلب الاحزاب في وجوه المواطنين نتيجة عدم تلبية ابسط احتياجاتهم ،والخوف من ضعف المشاركة في الانتخابات القادمة ما يسبب لها حرجا كبيرا .
وهنا لابد من الاشارة الى هناك دراسة للبروفسيور( لويجي دجينغاليس) تٌعرف الثقة بانها ( رأس المال الاجتماعي ) في إشارة الى أهمية موضوع الثقة في العمل الحكومي.
ولطالما كنت اجلس في هذه الجلسات الحوارية وتُطرح الكثير من الرؤى من قبل المختصين والتي يصب اغلبها في قالب ( المصداقية في الوعود التي تقطعونها للمواطن قبل الانتخابات ) وكيفية تحقيقها له ، فهي حبل الثقة المتين الذي لا يمكن ان ينقطع بينكم وبين المواطن ، فكلنا يعلم ان احد اهم الأسباب الرئيسية لفقدان ثقة المواطن بالمسؤول هو الفجوة المتزايدة بين الوعود الانتخابية والأداء الحكومي. فكثيرًا ما يُصدم المواطن بفشل الأحزاب السياسية في الوفاء بوعودها، ما يولد شعورا بالإحباط له.
اقولها اليوم ومن واقع تجربة حقيقية شخصتها لبعض اعضاء مجلس محافظة بغداد الذين بدأوا يتحركون باتجاه تلبية احتياجات المواطنين من خلال المقابلات الشخصية او من خلال الجولات الميدانية أو من خلال منصاتهم الاليكترونية ،ولا أريد ان اسمي شخصا بعينه حتى لا يعدُ المقال دعاية لأي منهم ، لكن الحق والحق يقال ان هذه المهمة ليست بالصعبة على المسؤول مادام يمتلك القدرة والسلطة والقرار فلماذا لا يسعى للتعرف على معاناة المجتمع والعمل على ايجاد حلول لها ،
أتابع في الاشهر الاخيرة حركة لابأس بها من قبل بعض اعضاء مجلس محافظة بغداد نحو الايعاز للمعنين في الدوائر الحكومية وتشجيعهم على تقديم خدمات لبعض المناطق في العاصمة بغداد من حلول لبعض المشكلات في الطاقة الكهربائية أو اكساء الشوارع في الازقة او حل مشكلة رفع النفيات ومشاكل اخرى.
قوبلت هذه الحركة النشطة بالرضا من قبل المواطنين وهذا لا يعني ان العمل الحكومي غطى كل المحافظة ونال استحسان الجميع بل اقول ان هناك شعور لدى البعض بالمسؤولية الشرعية والوطنية تجاه هذا الشعب وهو بارقة أمل للمواطن اذا ما سار الجميع على هذا النهج ( نهج خدمة الناس) عندها نجد الاجابة على السؤال الذي نسمعه من قادة الاحزاب والكتل السياسية والذي كان مقدمة لحديثنا في هذه المقالة ( كيف نعيد ثقة الشعب بالأحزاب والكتل السياسية )؟ والجواب هو ان تترجموا وعودكم لهم قبل الانتخابات الى افعال بعد نجاحكم فيها وتتصدروا قائمة خدام الانسانية ففي خدمة الانسانية رقي الانسان والعكس من ذلك وضاعته والعياذ بالله