ماء الوجه لايباع..!
الشيخ حسن عطوان ||
يروى انَّ أعرابياً كان يسكن بجوار الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ..
وقد أصابه الفقر والعوز الشديد ..
فقالت له زوجته : اذهب إلى الحسن فهو كريم آل البيت ولا يرد سائلاً ..
فقال لها : أخجل من ذلك ، فقالت إنْ لم تذهب أنت ذهبت أنا ..
فأجابها بأنّه سيكتب إليه ، وكان شاعراً ، فكتب للحسن بيتين من الشعر قال فيهما :
لم يبقَ عندي ما يُباع ويُشترى
يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري .
إلّا بقية ماء وجه صنته
عن أنْ يباع وقد وجدتُك مُشتري .
وأرسلها إلى الإمام ، فقرأها الإمام وبكى ، وجمع ما عنده من مال وأرسله إليه ..
وكتب له : عاجلتنا فأتاكَ عاجل برنا طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع ما صنتهُ و كأننا لم نشترِ
تفقدوا جيرانكم وأرحامكم ، وياحبذا لو جعلنا ذلك رسماً في ذكرى إستشهاده عليه أفضل الصلاة والسلام .
وليس من الضروري أنْ يكون الذكر بمال ، بل يكفي مَن يده لا تطول ، أنْ يطل بتفقد وسلام أو حتى إتصال ليشعر المعْوز أنّه محل إهتمام .
عظّم الله أجوركم .
6 / صفر الخير / 1446 هج .