الامام الحسن “ع” نجاة الأمة..!
الدكتور سعد محمود المسعودي ||
العراق
بُكَائِي طَوِيلٌ والدُّمُوعُ غَزِيــرَةٌ
وَأَنْـتَ بـَعِيــدٌ والمَزَارُ قَــرِيـبُ
غَرِيبٌ وَأَطْرافُ البُيُوتِ تَحُوطُهُ
أَلَا كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ غَرِيبُ
فَلَيْسَ حَرِيباً مَنْ أُصِيبَ بِمالِهِ ولكــِنَّ مَنْ وارَى أَخَاهُ حَرِيبُ….
دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، علي ابنته فاطمة ( صلوات الله وسلامه عليها ) ، وهي توقد تحت قدر لها تطبخ طعامآ لأهلها ، وعلي ( عليه السلام) ، في ناحية البيت نائم والحسن والحسين ( عليهم السلام) ، نائمان إلى جنبه ، فقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، مع ابنته يحدثها ، وهي توقد تحت قدرها ليس لها خادم ، إذ استيقظ الحسن ( عليه السلام) ، فأقبل على رول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : ( يا أبت ، اسقني ، فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم قام إلى لقحة ( يعني الناقة الحلوي الغريزة باللبن ) ، كانت فأحتلبها بيده ثم جاء بالعلية ( يعني اناء ضخم من جلد أو خشب )، وعلى اللبن رغوة ، ليتناوله الحسن ( عليه السلام) ، فأستيقظ الحسين ( عليه السلام) ، فقال : يا أبت اسقني ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، يابني اخوك ، وهو أكبر منك وقد استسقاني قبلك ، فقال الحسين ( عليه السلام) ، اسقني قبله ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)، يرقبه ويلين له ويطلب اليه أن يدع أخاه يشرب قبله ، والحسين ( عليه السلام) يأبى . فقالت فاطمة ( عليها السلام ) ، يا أبت كأن الحسن احب إليك من الحسين ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم)، ما هو بأحبهما الي وأنهما عندي لسواء ، غير أن الحسن استسقاني اول مرة ، وأني وإياك واياهما وهذا الراقد في الجنة لفي منزل واحد ودرجة واحدة )……..
(وكان الحسن (عليه السلام) يأتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو على المنبر يخطب ، فيصعد اليه فيركب على عاتق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويدلي برجليه على صدر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتى يرى بريق خلخاله ، ورسول الله يخطب ، فيمسكه كذلك حتى يفرغ من خطبته ، )…..
لعل من أبرز الشخصيات التي سرد التاريخ الاسلامي متونه ، وتعطر بسيرته المقدسة ، هو مولانا الامام الحسن بن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام) ، بعد شخصية النبي والإمام علي ( صلوات الله عليهم) ، لما له من تأثير كبير وقداسة لاتقل نظيرا عن من سواه من أبناء الامام علي عليه السلام ، وأبرز صفة اتصف بها الامام الحسن( عليه السلام) ، هي الشجاعة والكرم ، وبما أن ال محمد ( عليهم السلام) ، لكل أمام دوره في هذه الحياة ، فقد كان دور الامام الحسن من أهم الادوار على مدار التاريخ ، ولها مفاهيم خاصة ، وتلك المفاهيم قد بينت لنا أنها ساعد ايمن وشديد لامير المؤمنين عليه السلام ، فله بصفين والجمل وحرب الخوارج جولات وصولات، وكان الاعتماد الكلي الذي اعتمده الامام علي عليه السلام ، لولده الحسن عليه السلام ، من ناحية مخاطبة القوم ، وايقاظ شعور الأمة بالوقوف بوجه الظلمة والمتجبرين والخارجين عن الولاية والخلافة، فقد خطب في الكوفة ليجمع الناس ليوم الجمل ، وخطب في المدينة والكوفة أيضا لجمع الناس ليوم صفين ، وبذلك فقد ألقيت عليه مهام منذ نعومة أظفاره ، وكان خير ساعد وخير معين وخير قائد محنك وشجاع يخوض المنايا ، ولا يبالي بما ستؤول اليه الأمور ، لينفرد بصفحات تاريخية نورانية ، رسمت معالم الاسلام الحقيقي ، وايقظت شعور الأمة بعد سبات ، بعد أن وجه البوصلة إلى الخليفة الشرعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)، واستنهاض الأمة الإسلامية بعد عزوف ، وإشراكهم في الجهاد لتثبيت أركان الدين ، وأقل الكلمات التي كان يلقيها الامام الحسن عليه السلام ، يذكر الناس بيوم القيامة ويوم الحشر الذي لا مفر منه ويذكرهم بالتاريخ القريب الذي أوصى به النبي لأبيه ، ويذكرهم بما حدث وما سيحدث ، وما قاله الرسول ص ، في اجتماع الأمة ، ويدعوهم الى الوحدة والالتفاف حول القيادة الإلهية المنصوص عليها ، فتجد الناس بين باك وبين مهلهل وبين مبتسم فرحا ، لانه أصاب كبد الحقيقية المغيبة ، والتي جسدها إلامام الحسن بكل معان النبل والخلق الرفيع والايمان المطلق بقضية الاسلام ، أردت أن ألقي الضوء على بعض من فيوضات الامام الحسن عليه السلام ، لاستذكارنا ليلة استشهاده بأبي وأمي ، وليلته لا تقل نظيرا عن ليلة الامام الحسين عليه السلام ، مع الفارق الزمني ، فالدور الذي أخذه الامام الحسين عليه السلام ، دورا فعالا تطلب السيف وبذخ الدماء من أجل تثبيت اركان الاسلام ، وعدم ضياع الأحكام ، ونسف القيم والأخلاق ، ولو كان الامام الحسن مكان الامام الحسين لفعل ذلك وبما خطط له الرب العظيم ، ومن هنا أود أن اسلط الضوء على الامام الحسن وما دار في حياته المقدسة ، وما آلت إليه الأمور بعد تفرق الأمة عنه واجبر على مصالحة معاوية بشرطها وشروطها ، إلا أن شيم نكث العهد والمواثيق كانت مشهورة عند البيت الأموي ، إلا أن الإمام عليه السلام ، قد وقع بين نارين ، أفضلها المصالحة ، وحقن دماء المسلمين ، قدر الامام الحسن عليه السلام أن يكون بهذا الدور الذي خطط له الرب العظيم ، ولابد من استكمال الطريق المرسوم ، لقد تحمل الامام مالم يتحمله غيره من حقارة معاوية وحقده وابتزازه ، ولم يزل ذلك الصابر المحتسب أمره لله ، وهذا دليل على جهل المجتمع بخطوات المعصوم الدالة إلى الله سبحانه ، فصاحبة الباطل ووقفت ضد المشروع الإلهي الذي يرتقي بمجتمع خال من النفاق الاجتماعي والكذب ع الله ورسوله ، ومعاوية سليط اللسان لم يعبأ باللعن الذي قد رن أسماع المسلمين لامير المؤمنين عليه السلام ، ولا بأس بذكر بعض المواقف التي تبناها معاوية باللعن في أقدس الاماكن واوضح للناس جرأتهم على الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام ،
يظهر من مجموع الروايات أن معاوية لم يجرؤ على لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة مع وجود الإمام الحسن (عليه السلام) فأوكل ذلك إلى المغيرة بن شعبة لما عينه حاكما على الكوفة، فاستأجر المغيرة رواة يروون الطعن في علي (عليه السلام) وأهل بيته ويخترعون فضائل لمعاوية وعثمان وبني أمية!
كان معاوية يتخوف إذا لعن عليا (عليه السلام) في الكوفة من ردة فعل الإمام الحسن (عليه السلام)!
أما في المدينة فقد جرب معاوية عندما دخلها في سنة الصلح فنال من علي (عليه السلام) في خطبته، فتصدى له الإمام الحسن (عليه السلام) وأجابه بذلك الجواب المفحم ورد اللعنة عليه وعلى أسرته فقال: (إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر، وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة، فلعن الله ألأمنا حسبا، وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا! فصاح أهل المسجد: آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله). (المستطرف: 1 / 157،
وهنالك الكثير من هذه المواقف في مصادر التاريخ ، ولما حانت الساعة وقفت عقارب الزمن لتعيد الينا ذاكرة الفقد ، التي عاشها الموالين لآل علي عليهم السلام ، وقد استرقوا دموع المسلمين بمصابه ، واثقلت هموم الأمة الإسلامية بفقده، فالعمري أن الأمة قد فارقت أعظم إمام معصوم مفترض الطاعة والولاء ،بعد رسول الله وامير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام ، ولم يبالي المنافقين والمارقين والقاسطين بهذا الفقد ، فقد ابتليت الأمة يحاكم كمعاوية ، وبرعية كرعية الشام لاتفرق بين الجمل والناقة ، واصاب المسلمين الذهول وأنه يوم فرحت به بنو أمية وابنوا أكلة الاكباد اللعين ابن اللعين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واليكم نص المؤامرة بالاغتيال العظيم ، الذي قطع أوصال قلب رسول الله وابنته فاطمة عليهم صلوات الله ،
دعا (معاوية) (مروان بن الحكم) إلى إقناع (جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي) ، وكانت من زوجات الإمام الحسن(عليه السلام) ، بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل بماء رومة ، فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد، وأعطاها مئة ألف درهم ..
وكانت (جعدة) هذه بحكم بنوّتها للأشعث بن قيس ـ المنافق المعروف الذي أسلم مرتين بينهما ردّة منكرة ـ أقرب الناس روحاً إلى قبول هذه المعاملة النكراء..
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) :إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وابنته (جعدة) سمّت (الحسن)، وابنه (محمّد) شرك في دم الحسين (عليه السلام) ..
وهكذا تمّ لمعاوية ما أراد، وكانت شهادته(عليه السلام) بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة أو تسع وأربعين..
وحكم (معاوية) بفعلته هذه على مصير أُمة بكاملها، فأغرقها بالنكبات وأغرق نفسه وبنيه بالذحول والحروب والانقلابات، وتمّ له بذلك نقض المعاهدة إلى آخر سطر فيها ،
وقال الإمام الحسن(عليه السلام) وقد حضرته الوفاة : لقد حاقت شربته، وبلغ أمنيته، والله ما وفى بما وعد، ولا صدق فيما قال .
وورد بريد (مروان) إلى (معاوية) بتنفيذ الخطّة المسمومة فلم يملك نفسه من إظهار السرور بموت الإمام الحسن(عليه السلام) وكان بالخضراء فكبّر وكبّر معه أهل الخضراء، ثم كبّر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء، فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف [زوج معاوية] من خوخة لها، فقالت : سرّك الله يا أمير المؤمنين، ما هذا الذي بلغك فسررت به ؟ قال : موت الحسن بن عليّ، فقالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ثم بكت وقالت : مات سيّد المسلمين وابن بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله و سلم) ….لعن أمة قتلتكم بالأيدي والالسن ولعن الممهدين لهم على ذلك ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون……….السلام عليك يابن رسول الله يوم ولدت ويوم استشهد ويوم تبعث حيا تشكوا إلى الله سبحانه من ظلم الأمة لكم وعصيان امركم ونكث العهود والمواثيق معكم ….
كان معاوية يتخوف إذا لعن عليا (عليه السلام) في الكوفة من ردة فعل الإمام الحسن (عليه السلام)!
أما في المدينة فقد جرب معاوية عندما دخلها في سنة الصلح فنال من علي (عليه السلام) في خطبته، فتصدى له الإمام الحسن (عليه السلام) وأجابه بذلك الجواب المفحم ورد اللعنة عليه وعلى أسرته فقال: (إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر، وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة، فلعن الله ألأمنا حسبا، وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا! فصاح أهل المسجد: آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله). (المستطرف: 1 / 157،
وهنالك الكثير من هذه المواقف في مصادر التاريخ ، ولما حانت الساعة وقفت عقارب الزمن لتعيد الينا ذاكرة الفقد ، التي عاشها الموالين لآل علي عليهم السلام ، وقد استرقوا دموع المسلمين بمصابه ، واثقلت هموم الأمة الإسلامية بفقده، فالعمري أن الأمة قد فارقت أعظم إمام معصوم مفترض الطاعة والولاء ،بعد رسول الله وامير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام ، ولم يبالي المنافقين والمارقين والقاسطين بهذا الفقد ، فقد ابتليت الأمة يحاكم كمعاوية ، وبرعية كرعية الشام لاتفرق بين الجمل والناقة ، واصاب المسلمين الذهول وأنه يوم فرحت به بنو أمية وابنوا أكلة الاكباد اللعين ابن اللعين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واليكم نص المؤامرة بالاغتيال العظيم ، الذي قطع أوصال قلب رسول الله وابنته فاطمة عليهم صلوات الله ،
دعا (معاوية) (مروان بن الحكم) إلى إقناع (جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي) ، وكانت من زوجات الإمام الحسن(عليه السلام) ، بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل بماء رومة ، فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد، وأعطاها مئة ألف درهم ..
وكانت (جعدة) هذه بحكم بنوّتها للأشعث بن قيس ـ المنافق المعروف الذي أسلم مرتين بينهما ردّة منكرة ـ أقرب الناس روحاً إلى قبول هذه المعاملة النكراء..
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) :إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وابنته (جعدة) سمّت (الحسن)، وابنه (محمّد) شرك في دم الحسين (عليه السلام) ..
وهكذا تمّ لمعاوية ما أراد، وكانت شهادته(عليه السلام) بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة أو تسع وأربعين..
وحكم (معاوية) بفعلته هذه على مصير أُمة بكاملها، فأغرقها بالنكبات وأغرق نفسه وبنيه بالذحول والحروب والانقلابات، وتمّ له بذلك نقض المعاهدة إلى آخر سطر فيها ،
وقال الإمام الحسن(عليه السلام) وقد حضرته الوفاة : لقد حاقت شربته، وبلغ أمنيته، والله ما وفى بما وعد، ولا صدق فيما قال .
وورد بريد (مروان) إلى (معاوية) بتنفيذ الخطّة المسمومة فلم يملك نفسه من إظهار السرور بموت الإمام الحسن(عليه السلام) وكان بالخضراء فكبّر وكبّر معه أهل الخضراء، ثم كبّر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء، فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف [زوج معاوية] من خوخة لها، فقالت : سرّك الله يا أمير المؤمنين، ما هذا الذي بلغك فسررت به ؟ قال : موت الحسن بن عليّ، فقالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ثم بكت وقالت : مات سيّد المسلمين وابن بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله و سلم) ….لعن أمة قتلتكم بالأيدي والالسن ولعن الممهدين لهم على ذلك ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون……….السلام عليك يابن رسول الله يوم ولدت ويوم استشهد ويوم تبعث حيا تشكوا إلى الله سبحانه من ظلم الأمة لكم وعصيان امركم ونكث العهود والمواثيق معكم …..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين……