أمريكا والتصعيد في المنطقة..الكيل بمكيالين..!
كندي الزهيري ||
منذ بدأ طوفان الأقصى المبارك، إلى يومنا هذا،
تلقى الكيان الإرهابي الصهيوني، مساعدات غير مسبوقة من أمريكا، للقيام بجرائم ضد الإنسانية، وأساليب وحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وشعوب المنطقة القابعين تحت أنظمة إرهابية عميلة، تعمل بأوامر محور الشيطان الأكبر، لجعل منها صاحب المنطقة، في حين من يدافع عن أرضه عدّ دخيل عليها.
أكثر من جِلسة لمجلس الأمن الدُّوَليّ ! ، لم تنجح بإيقاف الإرهاب الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ، بسبب الفيتو الأمريكي ، بذات الوقت الذي تعلن فيه أمريكا على أنها ترعى عملية الهدنة بين الشعب الفلسطيني والكيان الإرهابي الدخيل، تسعى إلى زيادة دعمها العسكري للكيان الإرهابي، وما أعلن عن البنتاغون على أنه وزارة الخارجية وافقت على صفقة لبيع طائرات( إف-15 آي.إيه وإف-15 آي ) للكيان مقابل 18.82 مليار دولار، على ماذا يدل ذلك ، أن شركات مجمع الصناعات الحربية في أمريكا، ترى من الضروري أن يبقى شعوب المنطقة الإسلامية ، في حالة من عدم الاستقرار ، بشرط ألّا يؤدي ذلك إلى حرب شاملة، إنما البقاء على الوضع ضمن السيطرة، لكون ذلك يسهم بعمل وزيادة أرباح تلك الشركات هذا من جهة، ومن جهة أخرى، دليل حقيقي بأن أمريكا تعمل بحرص على ضرورة تفوق الكيان الإرهابي عسكريًا، وتسليحه بأشد الأسلحة فتكًا، حتى وإن كانت محرمة دوليًا!.
إن دعواتها إلى ضرورة خفض التصعيد هو أكذوبة كبرى، وليس فيها من المصداقية شيء، بل لا ترغب بإنهاء تلك الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة، أو إيقاف تلك الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الصامد صاحب الأرض. إن دعواتها إلى ضرورة عدم التصعيد أو الرد على استهتار الكيان الإرهابي ، في الوقت الذي تدعمه عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، هي من أجل عدم دخولها في حرب مباشرة مع شعوب المنطقة، لكون ذلك سيفتح جبهات متعددة في العالم ، وهذا أمر مرعب للسياسة الأمريكية، إنما ترغب بأن يكمل المجرم نتنياهو وحكومته الإرهابية، عمليات الإبادة قبل الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية في أمريكا، ولو كانت أمريكا تريد إنهاء تلك الحرب لفعلت !، لكنها ترغب بأن يرد الكيان جزءًا من سمعته التي حطمها ( طوفان الأقصى) ، إن نتنياهو كذلك لا يرغب بإنهاء تلك الحرب، وأن وضع شروط جديدة على إتفاق وقف إطلاق النار والدخول في هدنة وهي: (تبقى الحدود الجنوبية لغزة تحت سيطرة القوات الصهيونية أي الشريط الحدودي بين غزة والجانب المصري، و “مرونة أقل” بشأن السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة بعد توقف القتال)، هذان الشرطان الجديدان وأن قال مكتب الإرهابي نتنياهو (لم يضف شروطا جديدة، ولكنه سعى لتوضيح نِقَاط “غامضة” في المقترح الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار بحيث يسهل تطبيقه)، يدل على أن نتنياهو لا يرغب بإنهاء تلك الحرب، لعدة أسباب منها.
_استغلال الفرصة قبل الإنتهاء من الإنتخابات الأمريكية.
_ انعدام النصر للكيان الإرهابي على مدى الأشهر الفائتة .
_ صراع الداخلي التي تعيش حكومة الإرهابيين الصهاينة، إضافة إلى تحميل نتنياهو مسؤولية عملية طوفان الأقصى، و جعل الكيان في وضع محفوف بالخطر وضع (وجودي)، هذا يكفي للإطاحة به وتقديمه للمحاكمة، لكي يتجنب ذلك ” عليه أن يحقق نصرًا بأي وسيلة كانت” .
_الخوف ما بعد إيقاف القتال في فلسطين، بسبب الدعوات وأحكام دولية ضد نتنياهو وحكومته المتطرفة، لكونه مجرم حرب… وغيرها من النُّقَط.
إذا لم ينجح في تحقيق نصر في غزة، سيجر المنطقة إلى حرب كبرى، وربما العالم بأسره بعد أن قدم نفسه للأمريكان والغرب على أنه (زعيمًا ولاعبًا مهمًا في العالم الحر) -خصوصًا- حين صرح نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي أنه؛ ينظر إلى إسرائيل باعتبارها في طليعة الدول في الحرب الذي يشنها الغرب ضد (الإسلام) المتطرف العالمي، أو كما عبر عن ذلك، الصدام بين البربرية والحضارة، يقصد أنه يقف بوجه الإسلام الذي يرفض الذل والهوان وليس الإسلام الأمريكي الإرهابي كداعش والنصرة والوهابية وغيرهم، والبربرية الذين يقصدهم العفن نتنياهو هم الذين لا يقبلون (بالمثلية والشذوذ والفساد الصهيو أمريكي) هؤلاء هم المسلمون الذين يحاربهم الإرهابي نتنياهو المدعوم من النظام الغربي الأمريكي، وحكام دويلات الخليج … وإن على الغرب وأمريكا ينبغي لهم أن يشكروه لجهوده بقتل الأطفال والنساء دفاعًا عن الأنظمة الغربية وأفكارهم المنحرفة الحيوانية الفاسدة، نتنياهو صدق بذلك ، وإنه يرى بأن حجم الدعم الذي يتلقاه من الأنظمة الفاسدة ترغب بأن يقوم بقتل الأطفال والنساء وجميع من يدافع عن أرضه، وأن المساعدات الأمريكية خير دليل على ذلك، لكون أمريكا ترى بوجود الكيان الإرهابي أمرًا ضروريًا ومهمًا لوجودها في المنطقة، وأن ما يقوم فيه نتنياهو هو دفاعًا عن الوجود الأمريكي، مع أنّ دعواتها الكاذبة للتهدئة وعدم التصعيد، هو فعل الشيطان معاكس للواقع .
إن نتنياهو يرى بأن أمريكا بدعمها له يعني أنها تريد أن تستمر الحرب، إضافة إلى المحافظة على مصالحها من جهة، وإشعال الحرب العالمية من جهة أخرى، من منظور نتنياهو هذا ما يجب أن يكون، لكونه يصب في مصلحة أمريكا الشيطان الأكبر… من هنا يتضح بأن المنطقة ذاهبة إلى حرب شاملة وتصعيد شديد الْخَطَر وأن كانت هناك هدنة ، في أي وقت قد تنفجر . المطلوب من شعوب المنطقة أن تضع حدًا للدخيل الغربي الصهيو أمريكي، وأن كانت تلك الشعوب تقبع تحت حكم بوليسي يأتمر بإمرة الشيطان الأكبر، ولا يسمح لها أن تحدد مصيرها كما تفعل شعوب محور المقاومة، التي ترى بأن مستقبل المنطقة لا يدار من الدخيل، إنما يجب أن يدار من قبل شعوبها الأصيلة، ولا يمكن أن يكون هناك صوت لتلك الشعوب إلا بخلع حكامها الفاسدين ، وكسر الهيمنة الأمريكية الغربية ، وهذه أولى الخطوات نحو تحديد المصير تلك الشعوب… المستقبل بيد شعوب المنطقة هي من تحدد مصيرها ومصير الأجيال القادمة .
…