الخميس - 19 سبتمبر 2024

الحرب الناعمة في اسقاط الانظمة الشيخة حسينة وعادل عبد المهدي مثالين..!

منذ شهر واحد
الخميس - 19 سبتمبر 2024

عدنان جواد ||


عند الاطلاع على سبب هيجان الشارع في بنكلادش واسقاط حكومة الشيخة حسينة، تجد ان الاسباب مشابهة في الكثير من تفاصيلها في سقوط حكومة عادل عبد المهدي، ان تأسيس الدولة في بنكلادش بعد انفصالها من الباكستان، من قبل مجيب الرحمن ونائبه ضياء الرحمن، تعرض عبد الرحمن للاغتيال من قبل نائبه عبد الرحمن الذي قتل جميع افراد عائلته باستثناء الشيخة حسينة، كبرت حسينة واغتالت عبدالرحمن، فالحكم هو حكم عوائل وانتقام متبادل وسيدات تتصارع على الحكم، ولكن السبب الاهم في موضوع سقوط الشيخة حسينة، هو الصراع الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، فالصين تحاول ان تخلق لها طريق تجاري سمته بطريق الحرير، من ميناء شنغهاي الصيني الى ميناء ملقة الماليزي والى بنكلادش والى ميناء جوادر في الباكستان، وعندما علمت الولايات المتحدة الامريكية بهذا الطريق ، وكالعادة استخدمت اعلامها وشركاتها العملاقة كوكل وفيس بوك وتويتر، الاعيب الشيطان او ما تسمى بالحرب الناعمة في اسقاط الانظمة، فافتعلت انقلاب في ماليزيا ضد مهاتير محمـد، وفي الباكستان ايضا اخرجت عمران خان من المعادلة السياسية لأنه اتفق مع الصين على هذا الميناء والطريق، لكن الصين لم تأييس عملت سكة حديد الى بورما ومن بورما الى ميناء بنكلادش والى البحر، فكان لابد من قطع الطريق على الصين، وهذه المرة في بنكلادش، فالشيخة حسينة ارادت الاتفاق مع الصين ببيع او تطوير الميناء في بنكلادش، اضافة الى انها منعت دخول المساعدات العسكرية لمنطقة بوتان المنطقة الرخوة التي تهدد الصين من الخلف، لذلك افتعلت واشنطن وكالعادة على اي نظام يعارضها المظاهرات والمطالبة في اسقاطها وانها فاسدة وخائنة وهي من قتلت المتظاهرين، فتم اسقاط نظامها وهربت الى الهند.
ايضاً تحول الحكم في العراق بعد سقوط نظام صدام 2003 الى نظام توافقي تحكم فيه المكونات وعوائل معروفة تحت اشراف الولايات المتحدة الامريكية التي اسقطت ذلك النظام الدكتاتوري، وبعد مضي سنوات طويله ، وحكومات متعاقبة بقى العراق يعاني من الفوضى والحروب الاهلية، ونقص في الكهرباء، وتوقف الصناعة والزراعة وانتشار البطالة وازمة السكن، ورغم الامكانيات الضخمة والاموال الكبيرة المصروفة على تلك القطاعات بقت على حالها، وعند تولي السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء والرجل ذو خلفية اقتصادية، وهو يعلم ان الولايات المتحدة الامريكية هي من تسمح بالفساد والفوضى ، وهي من تريد بقاء العراق ضعيفاً مستضعفاً، وهي وراء دفع الاقليم بالتمرد على الحكومة المركزية، فلو كانت جادة وخلال 15 سنة لأدخلت شركاتها واستثمرت في كافة القطاعات، لكنها تستثمر فقط في النفط وتمنع الشركات العالمية الاخرى في الاستثمار في العراق ومنها شركة سيمنز الالمانية في مجال الكهرباء، فاتجه للصين من اجل بناء المحطات الكهربائية وتوفير الكهرباء، وبناء المدارس والمستشفيات، وشق الطرق وبناء الجسور والانفاق وبناء المدن السكنية، وهو في زيارة الصين ، شعرت امريكا ان عادل عبد المهدي يريد ان يتمرد عليها، وكالعادة اشعلت الشارع بتظاهرات مخلوطة بين مطالب حقة ومشروعة وكانت هي احد اسبابها، ومطالب هي من حركتها وباستخدام الحرب الناعمة في اسقاط الانظمة، تم استهداف المتظاهرين ، في حينها اتهم فيها هو وحكومته ، وبعدها قيل الطرف الثالث ، وقبل ايام نشر السيد عادل عبد المهدي وقائع وقال: ان الامريكان هددوني بإسقاط حكومتي، وهم من قتل المتظاهرين، والسبب اني ذهبت الى الصين للاتفاق معها لتطوير بلدي، التساؤل الى متى تبقى الشعوب مخدوعة بالولايات المتحدة الامريكية، فماذا فعلت في افغانستان، والعراق وليبيا والسودان وسوريا واليمن ، ولماذا تدعم اسرائيل التي تمارس الابادة الجماعية في غزة، ولماذا لم تمارس اسقاط الانظمة في الحرب الناعمة مع الدول ذات الحكم الملكي، والجواب واضح لان تلك الانظمة عميله لها ولا تعترض على سياساتها حتى لو كان فيها قتل شعوب وتدمير مدن ، وهي اليوم انكشف وجهها الحقيقي البشع وان شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان كلها كذب في كذب، فمثلا تسمي الحرب في اوكرانيا ابادة جماعية وتعطي مختلف انواع الاسلحة لزيلنسكي ، وتسمي الابادة الجماعية الحقيقية في فلسطين بانها دفاع عن النفس، ينبغي على الحكومة الحالية التخلص من التسلط الامريكي ، بإيقاف ادوات الحرب الناعمة التي تجعل الحق باطل وبالعكس، والاتفاق مع شركات دولية غير خاضعة للإرادة الامريكية لتطوير البلد واكمال بناه التحتية، وتوفير الخدمات حتى لا يجد عملاؤها من يخرج معهم ليخربوا دولتهم بالحرب الناعمة.