الأحد - 15 سبتمبر 2024
منذ 4 أسابيع
الأحد - 15 سبتمبر 2024

د. إسماعيل النجار ||

المحاولات الأميركية لصهيَنَة لبنان تكررت مَرَّات عِدَّة منذ إجتياح 1982 وفي كل مَرَّة يكون فريق من اللبنانيين إلى جانب إسرائيل من دون أي خجل،
وفي كل مَرَّة أيضاً كانت المقاومة تتصدَّى لتلك المشاريع وتنجح في إفشالها،
أميركا وإسرائيل دائماً ما كانوا يَنفذون إلى ساحتنا الوطنية من خلال ثغرات خلافية أو من خلال معلومات عن الوضع الداخلي يتم نقلها من قِبَل عملاء ذات مناصب رفيعه ومستوىَ عالي إن كان في مؤسسات الدولة الرسمية أو في منظمة التحرير الفلسطينية أو من داخل الأحزاب الوطنية والإنعزالية المسيطرة على الأرض من خلال الأمر الواقع،
كثيراً ما كانت تتقاطع مصلحة إسرائيل مع تطلعات بعض الأحزاب والقوى الإنعزاليه اللبنانية، وأعطي مثال على ذلك إغتيال المُعَلِّم كمال جنبلاط وإخفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر؟ لمصلحَة مَن تم إغتيال وتغييب هآذين القآئدين خلال فترة كانت فيها الحرب الأهلية مُستَعِرَة والإقتتال بين الطوائف على أشدِّهِ والمناطق اللبنانية مُقسمَة بين شرقية وغربية وجبل وشمال وجنوب وبقاع،
هذا سؤال يُسأَل ولكن لا أحد يُجيب عليه ليسَ لحساسية الموقف ولكن لفقدان الضمير الإنساني أولاً وفقدان الرجولة والشجاعة،
جاءَ الإجتياح الصهيوني للجنوب سنة 1978 كخطوة تمهيدية أولىَ لتركيع لبنان على أبواب تل أبيب كان الشريط الحدودي يعتبر حزام الأمن الصهيوني من صواريخ المقاومة الفلسطينية ثمَ تبعتها خطوة إجتياح كامل الجنوب وصولاً لبيروت عام 1982 لثبيت واقع جديد وتغيير وجه لبنان،
خرجت منظمة التحرير الفلسطينية وانتهى معها فصل من فصول مصادرة ياسر عرفات للقرار السياسي اللبناني،
فتحوَّل الصراع السياسي من فلسطيني لبناني إلى لبناني لبناني على أساس طائفي،
إنطلقت المقاومة الوطنية بوجه الإحتلال الصهيوني وكانت عملية الويمبي إحدى أهم طلائعها في العاصمة بيروت،
هذه العملية أخرجت المحتل حتى حدود العاصمة إلى مثلث خلدة واستمرت عمليات المقاومة وتوالت الإنسحابات بعد تعهد المقاومة الإسلامية بالتحرير وتلزيمها الأمر بدعمٍ سوري إيراني،
عادت إسرائيل وأمريكا إلى المربع الأول بعدما خسروا حربهم مع المقاومة، وبعدما أُزيحَ ميشال عون عن قصر بعبدا وتم توحيد البلاد برئاسة الياس الهراوي ودخول سمير جعجع ألسجن،
بدءَ التخطيط مجدداً لإعادة الهيمنة على لبنان فكانَ إتفاق الطائف جسر العبور الدستوري لأمريكا وحلفائها الى القرار السياسي اللبناني عبر إيصال رفيق الحريري إلى رئاسة الوزراء الذي شَكَل ترويكا وحكَم البلاد بموجب إتفاق الطائف بعد تجريد رئيس الجمهورية من كافة صلاحياته،
بتاريخ 25 أيار عام 2000 خرج آخر جندي صهيوني من جنوب لبنان وطوَى وطن الأرز صفحة سوداء من صفحات الإحتلال بعد أكثر من 18 عام من الجهاد ضد هذا العدو وحربين كبيرتين شنتهما إسرائيل على لبنان سنة 1993و 1996،،
نجحت الولايات المتحدة الأميركية بالعودة إلى لبنان والإمساك بكل مفاصل القرار السياسي والمؤسسة العسكرية والقضاء بعد إنتهاء ولاية رئاسة الرئيس المقاوم إميل لحود،
حيث لَعِبَ ميشال سليمان دوراً كبيراََ في تفشي الفساد الحاصل أصلاً وفي زيادة سيطرة أميركا وبريطانيا وفرنسا في لبنان وبعد خروج العميل المجرم سمير جعجع من السجن إزدادت المعارضة شراسة بوجه المقاومة وفريقها الذي لم يبقى منه إلا حركة أمل وفتات قليل من بعض الأحزاب،
في هذا الوقت كانَ العقل الأميركي الإسرائيلي منشغلاً بالتخطيط لتوجيه ضربة عسكرية للبنان في شهر تشرين من سنة 2006 لكن مشيئَة الله قدَّرَت أن المقاومة نفذت عملية الأسر للجنود الصهاينة يوم 12 تموز من نفس السنة وكانت متخذة كامل الإحتياطات من ردة الفعل الصهيونية ولم تؤخذ في تشرين أول على حين غِرَّة كما كان مخططاً له،
خسرَت إسرائيل الحرب ولملمت أشلاءها ودخل لبنان مجدداً عصر القوة والمقاومة بعد ذلك النصر الإلهي الذي مَنَّ به الباري على المقاومين،
أيضاً عاودَت أميركا إلى جانب الكيان الصهيوني بمعاودة جردة الحسابات والتخطيط لكسر المقاومة مرة أخرى كانت الخطة تقتضي قطع الطريق عليها فكانت سوريا الأسد بعين العاصفة وحصلَ ماحصلَ فيها منذ العام 2011،
وبمساعدة المقاومة والجمهورية الإسلامية وأحرار العراق وروسيا العُظمىَ فشلت أميركا وإسرائيل من تدمير سوريا وانتصرت دمشق على أعداءها،
أيضاً لا نستطيع أن نغفَل عن العدوان السعودي الإماراتي الأميركي على اليمن والذي كان لحزب الله موقفاً عدوانياً علنياً منه وقدم المشورة للإخوة في حركة أنصار الله فازداد الخوف والقلق السعودي الصهيوني من وصول خبرات وأذرع هذا الحزب إلى أكثر من مكان، حتى جاءَ 7 أوكتوبر من العام 2023 وكان طوفان الأقصىَ المُدَمِر فعادَ ملف المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى الواجهة بعد عجز العدو عن سحق المقاومة الفلسطينية ومساندة حزب الله لغزة عبر فتح جبهة الجنوب،

أميركا وإسرائيل تريدان إنهاء حالة حزب الله على غرار منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982، ولكن قوة المقاومة وقدراتها وتراكم الخبرات لدى قواتها ومقاتليها وعديد رجالها تركَ باباً للتخمينات ورعباً من القيام بأي مغامرة ضد لبنان حذرَ منها الكثيرين من قادة العدو الصهيوني الممزق،
على كل حال إسرائيل إرتكبت حماقة قتل القائد فؤاد شكر والمقاومة هددت بالرد ولن تتراجع لا بل مُصِرَة على إجبار إسرائيل العودة إلى داخل الدائرة التي رسمتها كقاعدة إشتباك لكي لا يتكرر ما حصل منذ أكثر من اسبوع في حارة حريك،
والمسألة مسألة ساعات ليس أكثر قبل أن يدخل لبنان في حالة حرب مدمرة مع الكيان الصهيوني، رغم حشد الأساطيل الأميركية الغربية على سواحلنا محدداً فلننتظر عودة أميركا إلى المربع الأول محدداً،

إسرائيل سقطت،،

بيروت في،،،
17/8/2024