يسمي نفسه فيليب – اسمه ابراهيم..!
علي عنبر السعدي ||
– كان أصلعاً بطيناً ، كعمود كُسر ثم جُبر.
– لكبر بطنه ،لايرى عورته.
– نماذج من كراهيات – مقاومة للتطور
قبل أيام ،ضجت مواقع التواصل ،بخبر الباكستاني أرشاد نديم الذي فاز بذهبية الرمح ،وهو يطلق نداء (يا علي مدد ) .
لم يفعل الرجل مايلام عليه ، فمن المعروف في علم النفس ، ان النداء بمن تحب ،يمنح الانسان شعوراً بالقوة المعنوية والارتياح النفسي – ولو للحظة خاطفة – وغالباً ماتصدر بشكل تلقائي ،فقد شاهد العالم ،نجوماً كباراً في كرة القدم أو ألعاب أخرى ،وهم يرسمون شارة الصليب على صدروهم ،قبل تنفيذهم ضربات الجزاء أو الركلات الحرة ،أو يرددون ياعذراء ،أو يايسوع ، فهؤلاء النجوم يعرفون ان العذراء او يسوع ،ليس هما من سينفذان الركلة ،ولاعلاقة مباشرة لهما بإخفاق اللاعب او نجاحه ، لكن ذلك يمنحه الشعوربالتفاؤل المعنوي .
أرشاد نديم وبصرف النظرعن مذهبه ،صرخ باسم رمز اسلامي لاشك ان له موقعاً في نفسه ،وتناقلت المئات من وسائل الاعلام بالصوت والصورة ، تلك الصرخة (ياعلي مدد).
بعدها انطلقت موجات صاخبة وغاضبة على الباكستاني الذهبي ، وكلها أما مكذبة او متمنية له الخذلان والخسارة ،أو وضعته في موقع الكافر والمشرك ،وكلّ جرد كل مايحفظه أو يعرفه من أحاديث وآيات ،باعتبار ان الاستعانة بغير الله كفر مبين .
ليس من الصعب الاستنتاج ان تلك الحملات انطلقت ،لأن استفزها ذكر (علي) ،ما أعاد الى الذاكرة مجموعة من الموقف ، كانت متراكمة في نفوس (مثقفين) متعلمين .
ابراهيم من لبنان ،شاعر وأديب واستاذ (مدرّس) للأدب العربي ، قادنا حديث الشعر يوماً ،الى ماكتبه الامام علي من شعر ، وذكرنا بعض نماذجه ،فهاج (الاستاذ) الأديب ،منكراً ان ماكتبه (علي) ينتمي الى الشعر ،ثم قفز الى مواصفات الرجل ذاته ،فإذا هو قصير قبيح يشبه (عموداً كُسر ثم جُبر) هكذا حرفياً .
فيليب (اسم حركي ) لمثقف فلسطيني – خريج اسبانيا -صادقته في اليمن الجنوبي ،قال ساخراً حين ذكرنا الامام علي :كان اصلعاً بطيناً ،ومن ضخامة بطنه ،لايرى عورته (عضوه الذكري) .
الأغرب ان هذين النموذجين ، ليسا من المتدينين السلفيين ولا الوهابيين ، بل يساريان على مايفترض
،يضاف اليهما دكتورعراقي خريج امريكا ، أديباً ورساماً وناقداً ،شيوعياً منذ ما يزيد عن أربعين عاماً ، موقفه حين ذكر ((علي)) لايختلف عن اولئك الاثنين .
وبالخلاصة : قد يكون من حقّ قريش ان تحقد على علي ،لأنه قتل كبار فرسانهم ،ويتم أطفالهم وثكل نساءهم وقهر رجالهم ،درجة اضطروا الى كشف عوراتهم للهرب ،وساحت معدة خليفة داهية وفاتح كبير، وقرقرت رعباً من مبارزته ، ذلك مايمكن فهمه ،
لكن ما يحتاج الى دراسات سايكولوجية وبحوث معمقة ،عن اشكال التعبئة التي سلكها (دين) استطاع أن يزرع كل تلك الكراهية ،في نفوس أبقتها حاضرة وملتهبة ،ضد رجل واحد ، يستوي في ذلك المتعلم والجاهل والسلفي والعلماني ،والمتعصب وغير المتعصب .