الأحد - 15 سبتمبر 2024

ما علاقة المفاوضات؛ برد محور المقاومة ضد اسرائيل؟!

منذ 4 أسابيع
الأحد - 15 سبتمبر 2024

عدنان جواد ||


يوم الخميس جرت المفاوضات وعلى امل العودة لإكمالها في الدوحة في قطر، وجهود تبذل من قبل قطر ومصر والولايات المتحدة الامريكية للضغط على الطرفين للتوصل الى حل وايقاف لحرب ، حتى محمود عباس واوردغان تحركت وغيرتهما وعواطفهما لنصرة غزة، ولا نعلم اين كانت تلك العواطف الجياشة والخطابات الرنانة قبل (10) اشهر، وهم يرون ويسمعون تقطيع الاطفال والنساء الى اشلاء وتدمير مدن بكاملها، اصبح واضح للجميع انه نفاق وانهم جميعهم ياتمرون بأمر نتن ياهو وبايدن، والمعروف ان قبل انعقادها بأيام قد صدرتهديد من محور المقاومة بالرد على الاغتيالات في طهران وجنوب لبنان للقادة الشهداء اسماعيل هنية وفؤاد شكر وقصف المصافي في ميناء الحديدة في اليمن، لكن هذا الرد تأخر كثيراً حسب قول المغرضين، والبعض ربط ذلك الرد بالمفاوضات وان ايران وحزب الله سوف لن يردوا اذا تم الاتفاق في المفاوضات على وقف اطلاق النار في غزة، لان السبب الرئيسي للرد قد زال، وان اي رد قبل المفاوضات سوف ينسفها، ويلحقون تحليلهم بان الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية والعربية تضغط على ايران بعدم الرد في هذا التوقيت لإعطاء فرصة للمفاوضات، ومقابل هذا سوف تحصل ايران على امتيازات اقتصادية ، وانها سوف تسحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واجبار نتنياهو على القبول بإيقاف اطلاق النار، وفي المقابل فان المحور تصرف بهدوء، ولم يتخلى عن الرد تحت اي ضغوط او متغيرات، بل بث مقاطع فيدوية خدعت الجميع فجعلتهم مستنفرين وكأنها سوف ترد خلال ساعات، وهو بذلك مارس الحرب النفسية على الداخل الاسرائيلي الذي انهارت معنوياته وصبره، وكما قال سماحة السيد حسن نصر الله: تأخير الرد هو جزء من الرد، اضافة الى تضرر الاقتصاد الاسرائيلي، والجزع والهلع.
اما الطرف الثالث والذي يمارس الضغط مرة ويدعي انه وسيط حيادي وهو الولايات المتحدة الامريكية، والحزب الديمقراطي بقيادة كاميلا هاريس تشجع المفاوضات، وهي تريد ان تضع حرب غزة خلفها قبل الانتخابات، وهي ارسلت الرسائل لإيران بعدم الرد حتى اكمال المفاوضات ولكنها في نفس الوقت ترسل الاسلحة المتطورة وحاملات الطائرات والبوارج الحربية لإسناد ودعم اسرائيل، وهي تعلم بالاغتيالات التي قامت بها اسرائيل، فهي داعمة لها لان الصهيونية تسيطر على مصدر القرار واقتصاد واشنطن، فهي لا تريد الذهاب لحرب اقليمية تعرف انها ستكون في المواجهة، ولان كلفة تلك الحرب ستكون كبيرة عليها لأنها لديها قواعد في دول الخليج والعراق وسوريا وسفن في البحر، وان مصالحها في المنطقة ستكون في خطر، وبمجرد انسحابها من المنطقة ستشغل مكانها الصين وروسيا، وايضاً هي تعلم عدم قدرة اسرائيل خوض الحرب وحدها، فهي عجزت عن القضاء على حماس في قطاع غزة وهي محاصرة في منطقة جغرافية صغيرة، كيف تقضي على حزب الله وهو الذي يمتلك خطوط امداد متعددة، ولديه اسلحة اقوى واكثر تطوراً ومقاتلين أشداء يمتلكون معنويات عالية حالها حال اليمنين والعراقيين يتسابقون للموت والتضحية، وفي المقابل فان الجيش الاسرائيلي معنوياته منهارة، وفقدان المصداقية من قبل الشعب الاسرائيلي لنتن ياهو ووزير دفاعه، ووصول الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الايرانية لتل ابيب جعل الامريكان يعيدون النظر الف مرة في الحرب، لكن نتن ياهو شعر انه خسر الحرب بعد ان وصل عدد الشهداء الى(50) الف شهيد الامر الذي اثار الغضب الشعبي العالمي لقتل الاطفال والنساء، وبلوغ عدد الاصابات في الجيش الاسرائيلي(1000) الف اصابة في الشهر، وهذا يعني طوال (10) اشهر وصل العدد الى(100000) عشرة الاف مصاب، وضغط اهالي الاسرى لدى حماس على حكومة نتن ياهو، فهو يسعى لخلط الاوراق والذهاب لحرب اقليمية حيث تضيع اخبار غزة في هول واتساع الحرب فيبقى في منصبه ، وبتصوره عندما تشترك واشنطن في الحرب سوف يتم تدمير ايران وحزب الله واليمن وسوريا والعراق، وطبعاً هذه امنيات العرب المطبعين مع اسرائيل، لكن ايران تقول انها لابد ان ترد واذا لم ترد فان اسرائيل غداً سوف تضرب اي هدف مؤثر في ايران بدون اي رادع، كالقادة والسياسيين والمفاعلات وغيرها من الاهداف المهمة في ايران، وان التأخر في الرد ليس له علاقة بالمفاوضات، وانما للتخطيط واختيار الاهداف، لان اسرائيل لا تحارب وحدها بل معها حلف الناتو، وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية، وما يمتلكونه من استخبارات واجهزة تنصت واقمار صناعية، تطلب الامر التأجيل لتكون الضربة مؤثرة، تتناسب مع الجريمة المرتكبة.