من سيقرع الأجراس..عندما غنت السيدة فيروز أغنيتها؟!
امين السكافي ـ لبنان ||
المشهورة “سيف فليشهر في الدنيا ولتصدع أبواق تصدع الآن، الآن وليس غدًا أجراس العودة فلتقرع” للشاعر الكبير الراحل سعيد عقل سنة 1966، لم يكن لديها علم بأنها تدعو للعودة بالسيف، وأنه بعد عام واحد فقط سيكون هناك عودة عكسية، بمعنى أن الصهاينة هم من سيأتون إلى دول الطوق لاحتلالها، وأنهم سيهزمون ثلاث دول عربية شر هزيمة.
هذا ما دفع الشعراء والكتّاب للرد عليها بسخرية، وكان من أهم الردود عليها رد الشاعر الكبير الراحل نزار قباني، الذي قال أيضًا: “من أين العودة فيروز والعودة تحتاج لمدفع، عفواً فيروز ومعذرة، أجراس العودة لن تقرع”. وكان للشاعر نزار قباني كل الحق في رده، مع صفاء نية السيدة فيروز بدعوتها. وهذا دون ذكر رد الشاعر مظفر النواب بقصة “الخازوق الذي دق”.
فقد كان عقد الستينات من أسوأ العقود التي مرت بالأمة، سواء كانت عربية أم إسلامية. فلسطين كانت محتلة منذ أكثر من عشرين عامًا، والعدو يزداد قوة من الناحية العسكرية من خلال الدعم الأمريكي، بالإضافة إلى السيطرة النفسية على العرب من خلال مقولة “الجيش الذي لا يقهر”، والشعور الطاغي بالعجز عند العرب، خاصة والمسلمين عامة.
فمن سيقرع الأجراس في ذلك الوقت؟ كانت الأنظمة إما متواطئة أو متخاذلة أو مغيبة أو جبانة. هذا هو حال الأمة في ذلك الوقت، والمدفع الوحيد الذي يتباهى به العرب ويستطيعون إطلاقه هو مدفع شهر رمضان الكريم، ليظهروا لشعوبهم أن ثروات البلاد لا تذهب هدرًا، وها هو مدفع رمضان شاهد على كلامهم.
لكن لسوء الحظ، حتى هذه الأغنية لا تُذاع الآن إلا نادرًا، بسبب كون موقفها السياسي مخالفًا للرؤية الحالية للحكومات العربية حول إدارة الصراع العربي الإسرائيلي.
أما اليوم، ومنذ أربعين عامًا مضت، أي منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بتوفيق الله وتسديده لخطى الراحل الكبير الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه، فقد فتحت صفحة جديدة في تاريخ الأمة. صفحة ملؤها العز والكرامة والبطولة، واستعادة لشرف أمة ضيعه أذلاؤها بصغر أحلامهم التي تشبه أحلام الأطفال. أما إيران والمحور الفولاذي الذي بنته بكل طاقاتها، فقد جعلت من غزة قلبها النابض أبداً، فأصبح بدل السيف صواريخ من كل الأحجام، ودافع شتى وليس مدفعًا يا نزار.
وأصبحنا، حسب مقالة المسدد بعين الله، جاهزين لكم برًا وبحرًا وجوًا، وأن دخولنا فلسطين لن يتأخر، ومن كل جهات المحور. ولتعود فيروز وتصدح الآن، الآن وليس غدًا، أجراس العودة فلتقرع، ولن يستطيع أحد الرد عليك بوجود هؤلاء الشجعان الأبطال من ذوي الإمكانيات الهائلة من جميع أصناف السلاح والعتاد. وما “عماد 4” إلا نزر يسير مما يوجد لدينا، والعاقبة للمتقين.
أمين السكافي (لبنان – صيدا)