عن أي حافلة تتحدث وأي مقود ؟!
زيد الحسن ||
العملية السياسية في العراق انتجت مهازل كثيرة لم يرى احد مثيل لها في أسوء بلدان العالم ، سخرية تدعوا الى الضحك لولا انها احرقت قلوبنا والاكباد ، فالشعب العراقي هو وحده المتضرر الوحيد من اخطاء الطبقة السياسية .
ادناه تغريدة لسياسي يقول عن نفسه انه مخضرم وله باع طويل في عالم السياسة ؛
( أذا شاهدت سائق الحافلة التي تستقلها قد اعطى المقود لولده ليعلمه السياقة ؟!
عليك المغادرة قبل ان يتسبب الابن بحادث مروع ويجعل الركاب بين ميت ومكسر !؟) ، هنا تنتهي تغريدة السيد النائب ، ترى من هو السائق ؟ ومن هي الحافلة ، ومن ابنه ؟ ومن هم الركاب الذين سيموتون او يتكسروا ؟، الاجابات واضحة وضوح الشمس ، لكن السيد صاحب هذه التغريدة لم يوفق في التشبيه ابداً ، وربما اراد هو ذلك وابتعد عن نقل الصورة الكاملة لما يمر به من ازمة بينه وبين السياسي الاخر المعني بهذه التغريدة ، ولاني واثق كل الوثوق ان البعض من ساستنا لم يعد لديهم الشعور بالمسؤلية اتجاه شعبهم وما ينتج عن اخطائهم مهما بلغ حجم فداحتها ، فالذي يهمهم هو الركوب على ظهر أي حافلة تحمل لهم المال والجاه والسلطة .
ياصاحب التغريدة لم تكن انت يوماً قائداً لحافلة تقودها نحوا الاعمار وبناء البلد ، كنت تهاجم كل المخلصين ، ولك من الفديوهات التي تمجد فيها النظام المخلوع الكثير ، ولك أيضا فيديوهات تنعم بالثراء الفاحش الذي لم يصل أليه قبلك ملوك و اباطرة ، ولم تكن تحلم به ايضا في حلم ، وبالطبع كل هذا وصلكم عن طريق الرشا ولست انا من يتهمك بل أنت الذي قلتها ( بعظمة لسانك ) انكم تغلقون ملفات بملايين الدولارات ، وهذا ايضا موجود بالصوت والصورة وبالالوان ، فلا تتحدث عن قيادة وحافلة ومستقبل شعب تخشى عليه الموت والتكسير رجاء .
ياصاحب التغريدة ، ان من تقصده بتغريدتكم العنيفة لم يكن قائداً ابدا حتى يسلم زمام القيادة لابنه ، بل كان تاجراً للدماء هداماً للبلاد وله من التعاون والتحريض على العنف الكثير من الملفات الموثقة ، ولا نعلم لم لايأخذ القانون مجراه مع من دمر البلاد ، ولاتنسى ايها السيد انكم شركاء في كل شيء ، ولم تقدموا لهذا البلد المسكين شيء سوى الخراب ، واصلا لايوجد عاقل ينتظر منكم اصلاح او خير ، فانتم اثبتم بالدليل القاطع انكم تجار حروب وتجار ازمات ، وهذا لايخفى على احد ، ولا انتم له ناكرين ، عروشكم وقصوركم بنيت من دماء الشعب العراقي ، اموالكم سحت حرام ، وغدا ستدركون كم انكم ظالمين لانفسكم اولاً ولشعبكم ثانيا ،هذا لو اصابتكم صحوة ضمير .
سيادة النائب قلت في تغريدتكم شيء جميل ، قلت علينا ( المغادرة ) بالله عليكم غادروا وارحلوا وخذوا معكم اموالكم فلقد تحمل العراق رؤيتكم سنوات ثقال ولم يعد الشعب العراقي يثق بكم ابداً ، فلستم قادة مهما فعلتم ويبقى العراق سفينة شامخة وليس حافلة للنهب والسرقات .