الخميس - 19 سبتمبر 2024

أيقونة الثورية المحتومة في عالم يغص بالانهيار..!

منذ شهر واحد
الخميس - 19 سبتمبر 2024

حسين سالم ||

‌‎الشيخ قيس الخزعلي ليس مجرد شخصية عابرة في المشهد السياسي أو الديني، بل هو امتداد طبيعي لجذور عميقة تمتد في تاريخ المقاومة والثورية. حين يقول إنه “لم ولن يتخلى عن الثورية”، فإن هذه الكلمات ليست مجرد تصريح سياسي عابر، بل هي تعبير عن هوية راسخة وشخصية تشكلت في ظل القيم والمبادئ التي تربى عليها.

الإمام علي بن أبي طالب، الذي يقتدي به الشيخ قيس، لم يكن يوماً ممن يجاملون في الحق. كانت شجاعته في قول الحق والثبات عليه نهجاً وسلوكاً يتوارثه المخلصون. والشيخ قيس، كأحد طلبة الحوزة، هو وريث لهذه التقاليد العريقة التي تجعل من المقاومة والتمسك بالمبادئ جزءاً لا يتجزأ من الشخصية.

الحوزة العلمية، منذ تأسيسها، كانت منارة للمقاومة الفكرية والروحية، وهي التي لم تعرف المساومة أو التنازل عن الحق. ومن هذا المنطلق، يمكننا أن نفهم لماذا يرى الشيخ قيس في الثورية جزءاً من كيانه. إنه ليس مجرد قائد أو زعيم سياسي، بل هو إنسان تشكلت هويته من خلال إرث ديني وروحي طويل، يجعل من المقاومة ضد الظلم والطغيان ضرورة لا يمكن التخلي عنها.

إن الشخصية التي تجمع بين الثورية والمقاومة في هذا السياق ليست مجرد شخصية سياسية بقدر ما هي شخصية فلسفية تمتزج فيها المبادئ بالإرادة، والحق بالقوة. الشيخ قيس الخزعلي هو رجل يحمل على عاتقه تراثاً من القيم والمبادئ التي لا تسمح له بالتراجع أو المساومة. إنه رجل مقاوم بامتياز، وفوق كل شيء، هو رجل يقتدي بأعظم مقاوم عرفه التاريخ.

في نهاية المطاف، تبقى الحقيقة أن من يمتلك الإرادة الصلبة والشجاعة في الحق، كما هو حال الشيخ قيس، لا يمكن إلا أن يكون رمزاً للثورية والمقاومة، في وجه كل من يحاول كسر إرادة الشعب وتحييد قيمه ومبادئه.