الاثنين - 16 سبتمبر 2024

مسيرةُ الأربعين الخالِدة..مُلتقى التاريخ ومواكبة الواقع..!

منذ 4 أسابيع
الاثنين - 16 سبتمبر 2024

محمود وجيه الدين ـ اليمن ||

بعد واقعة كربلاء ومرور شهر مُحرم الحرام، وبعد السبي وكربلاء، من عاشوراء إلى الحادي عشر وبعده وماقد جرى . يأتي صفرٌ يشتعِلُ به الشوقُ كثيرًا لضريح حبيبٍ…قد ذُبِّح في كربلاء؛ ها قد أتت الأيام الأولى بالإستعداد، والعاشر من صفر بالإهتمام، وإلى مجيء العشرين من صفر وهو الإجتماع تحت خيمة الحُسين؛ فيُسمّى العشرين مِن صفر يوم «الأربعين » لسبِّطِ المُصطفى، أي أربعينية على مرور إستشهاد الإمام الحُسين بن علي (عليهم السلام) ، فتأتي بهذه الزيارة والمَسيرة معها نِداءٌ يُسمَّى نداءُ « المشتاقين إلى معشوقهم» ونداءُ « الغريبون بالأرضِ إلى موطِّنهم» ونداءُ «المظلوم وكل المظلومين».

هذه المسيرة الحسينية، علينا الإستجابة لمفهومهِا المنهجي الصحيح، وأنْ نجيب أهداف وأبعاد الزيارة الآن عبر المساندة، والاِستماع، والجواب على نداءات المظلومين ، وبتخليدِ ذكرى المظلومين، والبراءة من الأعداء . فيا أيّا أُمةَ الإسلام أنظروا ماذا قد جرى؟! بحقِ سبطٍ قُتِلَ غريبًا وحيدًا، فاسمعوا قد بكى النبيُّ بإستماعِ أنُّهُ سيقتل غريبًا وحيدًا عبر ما أخبره جبريل ( عليه السلام) ، أيضًا بكت الأرض والسماء حين حلَّ استشهاده، كذلك من اِرتقى بالإنسانية وسمى . فقد جاء أربعين ذكرى مقتله (عليه السلام) ، فيا أُمة الإسلام.. ويا نحن من ندّعي أنّنا حسينيون؟! ، أجيبوا: أين مفاهيم الأربعين؟، وأين الأهداف؟ وأين العملُ بالذكرى؟، أما تعلمون بإنّ مفاهيم الأربعين هو ثورةً ضد الظالمين، وإنّ زيارة الحسين بالأربعين لها حُكمٌ سرمدي وحكمة عظيمة.

أما تعلمون في حق أهداف الأربعين؟! أي يجمعُنا الحُسين بأهدافهِ بروحيتهِ بتضحيته برسالته بكربلائهُ رغم الاِختلافات.. ستجمعنا أربعين إستشهادهِ هذا إن كُنا نعلمُ جيدًا ماهو هدف الحسين! ويجمعنا أيضًا بالأربعين من صدح بصرخة المستضعفين، مَن نادى بهيهات منّا الذلة رُغم أنفِ الظالمين والمستكبرين، ويجمعنا بالأربعين براءةٌ من الأعداء الظالمين الطغاة، لكن لا يكفي البراءة من يزيد وعُمر بن سعد والشمر وبقيتهم، بل البراءة اليوم نحتاجها من أعداء زماننا امتدادهم!

أو لم تعرفوا أن الحُسين قام ضد الظالمين؟، يال هذا الزمان وماقد جرى فأصبح البعض منّا يتخاذل وينسى ويجهلُ مفاهيم وأهداف الحسين وزيارة الأربعين. فلنعلم جيّدًا، أن الأربعين هي اجتماع القلوب واجتماع الملايين على الوقوف في صفِّ الحُسيّن بمساره ومسيرته وأهدافه العالية والشامخة ، ولنعلم لاسيَّما، البراءة من الظالمين ومواجهتهم وتوجيه بوصلة العداء صُوبهم. فنداء الأربعين وحركة الأربعين تضمنّت معاني كثيرة العزّة والعظمة الإنسانية الإسلاميّة لصاحب هذه الذكرى والمناسبة، وأن علينا نتعلم وندرس ونستفيد كثيرًا من هذه الذكرى لأن هذه الذكرى والمسيرة ليست حركة عاديّة تمرُّ كما أي ذكرى تاريخية، بل هي حركة شاملة مركزية تتحدث وتدّل عن معنى الإنسانية والمظلومية الكبيرة وتتحدث عن مناصرة المظلوم ، تتحدث هذه المسيرة أن نهاية الظالمين هي بئس النهاية، وبئس السبيل ، بأن لايحتويهم ولا يتقبّلهم التاريخ وحِبرهُ وقلمه، بل يحتوي عن سيرة الظالمين اللعن، والعداء، والخزي، والعار، ولمن أصبح مثلهم.

لذا هذه الذكرى تشمل الأحاديث عن أهل البيت (صلوات اللَّه عليهم) وفضلها الكبير الملموس، وكما أن هذه الذكرى كان أول زائر لها هو الصحابي الجليل جابر الأنصاري (رضوان الله عليه) حسب ماورد ،لذلك تحتوي تذوقًا آخرًا ونوعًا راقيًّا مخمليًّا-إن جاز التعبير- عن بقية المناسبات؛ فهي تتركز على دعوة المظلومين ليأتوا إلى قائدهم المظلوم والذي قد رفض الهون والذل ، وليكفروا بالطاغوت المستكبر ويرفضوه ، ويعلِنوا البراءة منه سواءً عن طُغاة الأمس أو اليوم. زيارة ومسيرة الأربعين لنسعى ونتحدث حول المظلومين في هذا الزمان أن لا ننساهم هناك بكربلاء ، وأيضًا علينا أن نستمدَّ ونستوحي قوّتنا وعزّتنا من هذه المناسبة المباركة ومن آثار صاحبها الشهيد المظلوم.

كتب الله أجر وثواب وحسن عزاء واستضافة الأخوة العراقيين لملاييين غفيرة كما كل عام، وهنيئًا لِمن زار زيارة الأربعين هذا العام أو العام الماضي، اللَّهم يا ربَّاه ارزقنا زيارة الأربعين بحقِّ مُحمَّد وآلِ مُحمّد، واجعلنا حقًّا صادقين بالسيرِ على خط الحسين وعلي بن الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين (سلام الله عليهم أجمعين)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

3 سبتمبر 2023م
[مقال ارشيفي مع تعديل عنوانه]