الاثنين - 09 سبتمبر 2024
منذ 3 أسابيع
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

عبود مزهر الكرخي ||

من المعلوم أن البكاء هو ظاهرة وعادة متأصلة في الإنسان وعند جميع الناس وهي عادة متأصلة في البشر ‏منذ خلق الله البشرية ، وقبل الولوج الى موضوع مقالنا لابد لنا من تعريف البكاء ، وما هي أسبابه وأنواعه، ‏ونلقي نظرة على مفهوم البكاء.‏
البكاء هو سَيَلان الدَّمْع (أو تذرف الدموع في العين) استجابة لحالة عاطفة أو ألم. العواطف التي يمكن أن ‏تؤدي إلى البكاء تشمل الغضب، السعادة، أو حزن‎.‎‏ ‏
سبب البكاء
البكاء هو نوع من الاستجابة العاطفيّة لشعور معين، وعادةً ما يكون شعور حزنٍ أو ألمٍ، وهو استجابةٌ ‏لظروف وأحداث معيّنة لكنّه قد يكون أيضًا نتيجة لشعور جميل أو حدث مفرح (1).‏
والبكاء عموماً من قاموس اللغة العربية هو : سَيَلانُ الدُّموعِ مِنَ الألَمِ والحُزْنِ ، ونضيف اليه حتى الفرح ‏فهو ‏حالة عاطفية وانفعالية ووجدانية ، ‏
والبكاء جائز قبل الموت وبعده إذا لم ينضم إليه محرم، كاللطم والخدش ولا قول سيئ. وقال الشافعي: ‏وهو مباح حتى يخرج الروح، ويكره بعد ذلك (2).‏
إنّ للبكاء شأن عظيم في الشريعة الإسلامية، وقد حثَّ عليها الإسلام في القرآن والسنة.‏
وقد ذهبت عدة أراء في البكاء فبعضهم ذكر في جوازه وبعضهم حلل البكاء وبعضهم قد جعله مكروهاً ‏ليذهب البعض من الشيوخ من قصيري النظرة في تحريمه ومعهم من أفتى بمكروهيته.‏
ولو رجعنا إلى القرآن والسنة النبوية نجد أنه ذكر الله تعالى البكاء في القرآن الكريم بصيغ مختلفة، كما أنّ ‏للبكاء مكانته في السنة النبوية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام.‏
وقد ذكر العلماء أنواعاً للبكاء‎:‎
الأول: بكاء الرحمة والرّقّة‎.‎
الثاني: بكاء الخوف والخشية‎.‎
الثالث: بكاء المحبة والشوق‎.‎
الرابع: بكاء الفرح والسرور‎.‎
الخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله‎.‎
السادس: بكاء الحزن (3).‏
عن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يعوده مع عبد ‏الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: ‏أقد قضى. قالوا: لا يا رسول الله، فبكى رسول الله(صل الله عليه وآله )فلما رأى القوم بكاء رسول الله ‏‏(صل الله عليه وآله) لبكوا، فقال: ” أتسمعون أن الله تعالى لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن ‏يعذب بهذا ” وأشار إلى لسانه أو يرحم. ولما مات ابنه إبراهيم قال عليه الصلاة والسلام: العين ‏تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (4).‏
فمن الروايات الواردة في البكاء من خشية الله، هي‎:‎
قال رسول الله(صل الله عليه وآله): (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: ‏‏(ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) (5).‏
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) “لا يلج النار رجل بكى من خشية الله ‏حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم” (6).‏
عن أنس بن مالك قال رسول الله(صل الله عليه وآله) عينان لا تمسهما النار أبداً عين باتت تكلا ‏المسلمين في سبيل الله وعين بكت من خشية الله (7).‏
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله(صل الله عليه وآله) ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ‏قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهرق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في ‏فريضة من فرائض الله (8).‏
وعموماً يصنف العلماء من الناحية العلمية البكاء الى : ‏
يمكن تقسيم البكاء وفقا لأنواع الدموع التي تذرف فيه، ويقسم العلماء الدموع إلى 3 فئات متميزة‎:‎
الدموع الانعكاسية
الدموع المستمرة
الدموع العاطفية
وتؤدي الفئتان الأولى والثانية وظيفة مهمة تتمثل في إزالة الأوساخ -مثل الدخان والغبار- من أعيننا، ‏وترطيبها للمساعدة في حمايتها من العدوى، ويشكل الماء 98% من محتواها. أما الفئة الثالثة ‏فتطرد هرمونات التوتر والسموم الأخرى من نظامنا، والتي من المحتمل أن تقدم معظم الفوائد ‏الصحية.‏
ونحن ما يخص بحثنا هو الدموع العاطفية أو البكاء العاطفي، والذي سنتناول هذا الموضوع في ‏جزئنا القادم أن شاء الله إم كان لنا في العمر بقية.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :‏
‏1 ـ مأخوذ من مقالة بعنوان(بكاء). موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة . منشور بتاريخ 20/أكتوبر/ 2023.‏
‏2 ـ الحلي، المعتبر في شرح المختصر، ج 1، ص 343-344.‏
‏3 ـ عبدالله بن إبراهيم اللحدان، البكاء عند القرآن، ص 2.‏
‏4 ـ مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج 3، ص 40.‏
‏5 ـ البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 161‏‎.‎
‏6 ـ ‏‎ ‎الترمذي، سنن الترمذي، ج 3، ص 93‏‎.‎
‏7 ـ ‏‎ ‎أبو يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى الموصلي: ج 7، ص 308‏‎.‎
‏8 ـ ‏‎ ‎الطبراني، المعجم الكبير، ج 8، ص 235‏‎.‎