معالجات شح المياه في العراق..!
حسن درباش العامري ||
لقد عانا العراق ولعقود طويله مضت، من اكبر كارثه بيئيه تنتابه ايام الصيهود من الصيف العراقي اللاهب ، فتشح مياه نهري دجله والفرات بشكل كبير وان كان واقع نهر الفرات هو الاكثر تضررا بسبب مروره في تركيا وسوريا حيث يخضع حوض النهر لتجاوزات كبيره على مياهه ،مما يؤثر بشكل كبير على الواقع الزراعي والحيواني العراقي للاراضي التي يجري فيها في العراق ،والتي تعتبر من اخصب المناطق الزراعيه الموسميه والبساتين، و تؤثر بشكل مباشر على واقع المواطنين المعيشي وتراجع الثروه الحيوانيه ونفوق الاسماك في حوض النهر الاسفل ..
حتى تم استغلال منخفض الثرثار الذي يعتبر اكبر المنخفظات الطبيعيه لخزن المياه ونمو وتكاثر الاسماك، في العراق حيث يستوعب خزين حي مقداره ٤٠ مليار متر مكعب من المياه وبنسبة خزن يصل الى ٨٥,٥ مليار متر مكعب في حالة الامتلاء وان اعلى منسوب فيها هو ٦٥مترا. والذي استخدم منذ خمسينات القرن الماضي كخزن ستراتيجي للمياه والاستفاده منها ايام الشح ، يقع منخفظ الثرثار في شمال مدينة الفلوجه والى الشمال الغربي لمحافظه صلاح الدين حيث يستخدم لخزن كميات كبيره من المياه الفائضه في مواسم الوفره المائيه في الشتاء من خلال بناء سد الثرثار في سنة ١٩٨٥م ليتم التحكم بالاطلاقات المائيه حسب برنامج مسيطر عليه لتوفير الري لمناطق ابو غريب واليوسفيه والمحموديه واللطيفيه والحله وكربلاء ثم الديوانيه والنجف.
ليكون خزان طوله خمسة كيلومترات ويحتوي على عدة بوابات هلاليه طول الواحد ١٦متر وعرض ٨,٥م وتعطي ٣٦٠٠ متر مكعب من الماء في الثانيه كما يحتوي السد لممرات للاسماك ومنظم القناة الموحده ويحتوي على احواض للترسيب.
ان المياه المخزنه في حوض الثرثار هي مياه عراقيه بنسبع ٩٥٪ حيث تتجمع من خلال السيول ايام الامطار ومن الانهار والروافد الداخليه.. كما تم فتح قناة تربط بين بحيره سد سامراء الذي انشأ عام ١٩٥٥م لتغذية مخزن الثرثار بالمياه لتنتهي عند مخرج الذبان، شمال الفلوجه والتي انشأت عام ١٩٧٦ بطول ٣٧,٥ كيلو متر والتي صممت لتصريف مامقداره ١١٥٥متر مكعب.وتعتبر سده سامراء مهمه وتبرز اهميتها من خلال توزيع المياه بين نهري دجله والفرات ايام الصيف وتراجع مناسيب مياه نهر الفرات .
كما ان هنالك ناظم يقوم بتصريف مياه بحيرة الحبانيه بأتجاه نهر الفرات لتعزيز مياهه ورفع مناسببها ايام شحة المياه واوقات الحاجه لذلك. فيما توجد عدة نواضم تقوم بتصريف المياه الفائضه بانجاه بحيرة الرزازه ومنها بأتجاه بحيرة ساوه في حالة عدم الحاجه لائعادتها الى حوض الفرات ايام الوفره..
يتم تحويل اطلاقات مائيه من منخفض الحبانيه عن طريق ناظم الذبان بأتجاه محافظات الفرات الاوسط ومناطق جنوب العراق لمعالجه شح المياه في الصيف..
وكذلك قامت وزارة الموارد المائيه بتوجيه اطلاقات مائيه لمدينة الديوانيه والحله ومناطق اخرى من حوض الفرات الاوسط عن طريق شط الحله وشط العباسيه وشط الدغاره وشط الدوانيه..
كان للاجراءات والمعالجات التي قامت بها وزارة الموارد المائيه في السنوات الاخير اكبر الاثر في ايجاد الحلول لتدارك الكوارث البيئيه الناتجه عن شح المياه في حوض الفرات وبالخصوص في محافظات الفرات الاوسط بسبب التجاوزات على حصة العراق المائيه الخارجه عن ارادة الحكومه العراقيه والحكومه السوريه، حيث يمر الجزء الاكبر من نهر الفرات خلال مناطق مسيطر عليها من قبل قوات قسد والجيش الحر والتي تقوم بأستهلاك مياه النهر والتجاوز على الحصه المائيه للعراق..فكانت معالجات وزارة الموارد المائيه بوجود الوزير المهني الاستاذ عبد ذياب العجيلي وكادره المتقدم وخبراء الوزاره معالجات جيده حالت دون استمرار وقوع الجفاف وتأمين حصه مناسبه لمناطق حوض الفرات الاوسط.كما كان لصيانه السدود كسد الموصل كما يحصل من عمليات كبيره للمحافظه على السد من التصدع بأجراء عمليات الحقن المستمره على مدى العام وصيانة بوابات سد الثرثار التي تضررت بعد سيطرة داعش عليها وتحريرها من قبل القوات الامنيه العراقيه البطله، اكبر الاثر في حفظ الامن المائي ومحاربة الجفاف والتصحر والمحافظه على المحاصيل الزراعيه والثروه الحيوانيه والسمكيه…كما ان هنالك خطط مستقبليه للوزاره في المحافظه على مياه الامطار والروافد العراقيه لاستغلالها الاستغلال الامثل من خلال استحداث اليات خزن جديد ومشاريع تطويريه لمنخفظات اخرى تجري دراستها بشكل مستفيظ للحيلوله دون هدر الثروه المائيه وكذلك التوجيه بأستخدام اليات ري حديثه واقتصاديه عن طريق تشجبع الري بالرش والتقطير ولتطوير الواقع المائي والمحافظه على الثروه السمكيه في العراق ..
كاتب ومحلل سياسي