الأحد - 15 سبتمبر 2024

عوافي عليكم يا نوّاب..امتيازاتكم من الباب للمحراب..!

الأحد - 15 سبتمبر 2024

عبد الزهرة البياتي ||

ليس مُستغرباً أن يخرج الشعب عن بكرة أبيه وكل يسابق الريح ليغمس سبابته بـ(الحبر البنفسجي) كي ينتخب من يراه مؤهلاً لتمثيله خير تمثيل في مجلس النواب العراقي ويؤدي البرلمان دوريه الرقابي والتشريعي على أكمل وجه في ظل استشراء الفساد المالي والإداري والخلل الكبير الذي طال كل مفاصل الدولة العراقية (من الدعامية الى الدعامية) جرّاء البناء الخاطيء على أرضية طباشيرية هشّة. لكن ما هو صادم ومُستغرَب حقاً هو أن يعقد البرلمان جلسة خاصة وغير معلنة يوم الأربعاء الماضي (14/8/٢٠٢٤) بطريقة( السكتاوي) وهي مكرّسة للتصويت على قضايا خاصة جداً تتعلق بـ( تحسين معيشة) أعضائه.. هنا تُسكب العبرات وتُطلق الزفرات..
نعم، لقد عقد البرلمان جلسته وحضر السادة النواب بـ(خويطهم)، على غير عادتهم، ليُصوتوا بالإجماع وبأريحية عالية جداً وهم يتبادلون الإبتسامات فيما بينهم حيث لا مشادّات ولا لكمات ولا تنابز بالألقاب لأن الوليمة دسمة و(الزاد زادنه والملعب ملعبنه وشلها غرض بينا الناس)..
ولأن الخبر ظل يُتداول على نحو متسارع في مواقع التواصل الإجتماعي لبعض من الوقت والدخان يتصاعد شيئاً فشيئاً فلم يك هناك بدٌّ أزاء( طبخة سرية) كهذه إلا أن يخرج علينا عضو اللجنة المالية النيابية النائب (خالد الدوسكي) ليعلنها بعظمة لسانه وعلى رؤوس الاشهاد أن عضو مجلس النواب ليس لديه امتيازات ( واااو) وإن قرار زيادة راتبه استحقاق طبيعي (يا عمّي والله طبيعي!!)..
وراح الدوسكي يفصّل أكثر بالقول إن البرلمان قد صوّت خلال جلسته المنعقدة يوم الأربعاء الماضي على قرار نيابي ينص على زيادة رواتب ومخصصات أعضائه بما يعادل رواتب ومخصصات الوزير وأيضاً زيادة نسبة الخطورة لموظفي المجلس بما يعادل (٣٠%) من قيمة الراتب الاسمي.. ولم يكتف الرجل بذلك بل قال: إن قرار الزيادة ليس قراراً نيابياً يحتاج الى قراءة أولى أو ثانية وإنما يحتاج فقط موافقة الأعضاء (هنيالكم وعين الحاسود بيها عود).. وإن الزيادة بحسب الدوسكي هي العودة الى راتب البرلماني قبل التخفيض وإن ما حصل استحقاق.. نعم لقد استبسل السادة النواب ولم يحتاجوا الى زلزلة الگاع فاستعادوا حقوقاً (مغتصبة) سُلبت منهم في زمن رئيس الوزراء الأسبق (حيدر العبادي)!!
وفي الختام بودي ان أسألكم يا ممثلي الشعب؛ أليس النائب هو خادم للشعب؟ أليس من الواجب أن يفكر بشرائح إجتماعية هشّة كالمتقاعدين والورثة وحقوق منتسبي الجيش السابق والرعاية الاجتماعية والمعاقين وأصحاب الامراض المزمنة والشباب العاطلين عن العمل؟؟
ويقول مختصون إن ثمّة مثالب على الجلسة السرية التي كُرِّست لمصالح خاصة وليست عامة وانعدام الصلاحية لعدم وجود رئيس لمجلس النواب بالأصالة
وإن ماحصل ينطبق عليه القول المأثور (وهب الملك ما لا يملك.. ونذر عياده لاولاده.. ومبارك عليكم الزياده)!.

* رئيس التحرير التنفيذي
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق