الخميس - 19 سبتمبر 2024

إرادة إسلامية إنسانية فاعلة ضد إرادة التدمير..!

منذ شهر واحد
الخميس - 19 سبتمبر 2024

سميرة الموسوي ||

التظاهرة العالمية بأربعينية الامام الحسين هي : إرادة إسلامية إنسانية فاعلة ضد إرادة التدمير في مبدأ صدام الحضارات الغربي .

الاحتفال بذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام سنويا كان ولم يزل حدثا إنسانيا سياسيا ثوريا تحت راية إسلامية ، وأراد به المسلمون ولا سيما الشيعة منهم إِحياء أمر أهل البيت المتمثل بإرادة قيام دولة العدل الالهي حيث تسقط راية الطاغوت ،وحيث يُرفع الظلم عن المستضعفين في الارض .

كان الحكام الطغاة على مر القرون يتوارثون معاداة أهل البيت لأنهم يريدون الاصلاح في أمة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

كلما تزايد ظلم حكومات الدول الغربية ودولة الشيطان الاكبر والكيان الصهيوني للمستضعفين في الارض تبلورت مفاهيم الأربعينية معززةً بمنهج إمام المتقين في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .

مباديء الاسلام تتأصل بعمق في صميم المجتمع الاسلامي تحت رايات أكثر من عشرين مليون زائر جاء ماشيا لمرقد سيد الشهداء .
هذا التأصيل هو مقاومة الاحرار الاوفياء للطروحات الغربية التي تعتبر الحضارة الاسلامية عقبة بوجه الحضارة الغربية وإن الضرورة تقتضي _ كما تعلن محاور الشر العالمي _ تدمير الحضارة الاسلامية وبكل نظريات التدمير وستراتيجيات التغييب والسحق والتشريد ،كما في إعترافات رئيس الوزراء البريطاني السابق حيث يقول:(… إن مشكلتنا الحقيقية تكمن في الاسلام ذاته ،ومع محمد نبي الاسلام نفسه لانه دين حضاري … وهو منافس عنيد للحضارة الغربية … ليس لنا إلا خيار المواجهة ..) وهذا الاعتراف يأتي في سياق طروحات الفيلسوف صموئيل هانتنغتون وضمن كتابه ( صدام _ صراع الحضارات ) حيث يقول … خلال الحرب الباردة كان النزاع أيديولوجيا بين الرأسمالية والشيوعية ولكن النزاع القادم سيكون بين حضارات محتملة وعددها ٩ من بينها الحضارة الاسلامية .

في سياق الترويج للحضارة الغربية الامريكية يأتي كتاب ( نهاية التاريخ والانسان الاخير ) للفيلسوف الامريكي فرانسيس فوكوياما حيث يقول … إن تطور التاريخ البشري كصراع بين الايديولوجيات إنتهى الى حد كبير مع إستقرار العالم على الديمقراطية اللبرالية …) .

أزاء ذلك ليس في الساحة العالمية ما يقف ضد المد الغربي الامريكي الساعي بإرادة تدمير الاسلام سوى الفكر والممارسة التي يمثلها فسطاط الاربعينية العالمي … هذا الفسطاط يكافح أيضا إنعدام الحس الاخلاقي في المنظومة الستراتيجية الغربية .

افواج المؤمنين بمنهج إمام المتقين من كل الاديان والطوائف حين يتحشدون سنويا في ذكر الابعينية لمبايعة الامام الحسين على رسالة الاصلاح إنما يؤدون دفاعا منظما عن الاسلام والحضارة الاسلامية حيث لا إرادات إسلامية فاعلة تصون الاسلام ، … عشرون مليون أربعيني تحت راية قبة ومئذنة الضريح الحسيني يعاهدون على إنهم لن يستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ،ولن يستوحشوا طريق غزة لقلة سالكيه .
…عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون .
سميرة الموسوي .