هس – لاتلبس القميص – المدام نائمة..!
علي عنبر السعدي ||
– خل قشورك على حالك – احنا انريد اللب
– أريد رجلاً حقيقياً يشعرني بأنوثتي ، لا رجلاً شكلياً يشعرني بأنوثته .
1- في أزمنة خلت ،شاع مونلوج غنائي يقول في مقطع منه ” خل اكَشورك على حالك – واحنا نريد اللب – هيلا هوب “.
كان تعبيراً ودافعاً للاهتمام بالجوهر الأهم في الموضوع ،وليس التلهي بالسطحي والجانبي منه.
بعض الرجال ممن ركبوا موجة الحداثة ويريد الظهور بأنه يحمل مفاهيم حضارية ، يشلع ويقطع – فلا يضر ولاينفع – بما خلاصته : الزوجة ليست ملزمة تجاه الرجل بأي عمل آخر – سوى التناسل ان ارادت – ويرى ان طلب الرجل من زوجته ان تعدّ له الإفطار قبل الذهاب الى العمل ، يمثل اعتداءً على حقوقها .
هذا القول ، ينطبق على المنالوج أعلاه ،فهو يتناسى الجوهر في مشاركة المرأة للرجل واعطائه زخماً معنوياً في مواجهة الحياة ، فليس أطيب للرجل من زوجة ،تقوم صباحاً لترعى زوجها قبل الذهاب لمواجهة مصاعب الحياة ((**)) وهذا مايزيد من الألفة والحب بينهما ،حتى لو لم تكن ملزمة بذلك ، لكن يحتمه الذوق واللياقة وحسن التقدير .
2- خولة الشيخ علي ،دكتورة جراحة ، ربطتني بها صداقة ومعرفة ، خُطبتْ لأستاذ جامعي ،خلوق ومؤدب ، لايزعلها بأي شيء ،بل ويحاول جاهداً ارضاءها في كل ماتطلب ،لكنها فسخت خطوبتها منه ،قائلة :أريد رجلاً يشعرني بأنوثتي ،رجلاً يقودني وأشعر معه بالأمان ، ولايلحقني الى المطبخ ليغسل الصحون بدلاً مني وهو يتملقني : لاحبيبتي خلي عنك ،أنا اجليهن ،أنت ارتاحي ،دخل ايديك .
– اثنتان من معارفي،تزوجن كما يفعل الناس ،لكن لم يمض عام واحد ،حتى استعرت الخلافات ،فهن قد تعودن على امهن وهي تعنف أباهن وتسمعه غليظ الكلام ، وهو يكتفي بهز رأسه والابتسام ، فاعتقدن ان هذا من حقوق المرأة ،وان كل الرجال على هذه الشاكلة ،لكنهن فوجئن بأن أزواجهن ((دقة قديمة)) فهم يريدون انثى حقيقة ، لا “ذكر بنثى ” لها المودة والرحمة ،وله التقدير والاحترام .
– اختلاط المفاهيم وضياع الألوان ،أضاع الرجل والمرأة معاً ،فالرجل يحاول الارضاء ،وفي تلك المحاولات يريق وجوده ،والمرأة تحاول التمرد ،فتضيع أنوثتها ورقتها ،ومعهما يضيع المجتمع وثمراته – الأطفال – .
((**)) تقول الحكاية : ان كسرى وهو يراقب بناء الايوان (الطاق )رأى عاملاً نشطاً ،يقذف (الطابوقة) بعلو شاهق لتصل الى البنّاء (الخلفة) ،وهو يشتغل بجهد هائل لكنه يغنّي سعيداً ، فاستعدى كسرى وزيره ،وأمره ان يعرف سرّ هذا الرجل ،فليس معقولاً انه سعيد في ظروف كهذه .وتكمل الحكاية : ان الوزير كلفّ عرافة عجوزاً ،لتكشف عن حياة الرجل ،وفعلاً رأت انه حين يعود مرهقاً ،تستقبله زوجته في الباب والابتسامة تعلو وجهها ،وكلمات الترحيب والحب تملأ فمها ، ليجد كل شيء جاهزاً بانتظاره .
فعلمت العجوز على تحريض الزوجة والزن في ذهنها ان ليس من واجبها ان تفعل ذلك لزوجها ووووووو – الخ الاسطوانة .
فتبدلت الزوجة ،وصار الرجل يعود منهكاً فلايجد استقبالاً ولا ابتسامة ولا طعاماً معدّاً، فانهارت قواه ،ولم يعد بإمكانه حمل قدميه ، ناهيك بأن يقذف الطابوق ..