لا يريدون لنا الإحراج..!
مازن الولائي ||
١٥ صفر ١٤٤٦هجري
٣٠ مرداد ١٤٠٣
٢٠٢٤/٨/٢٠م
قصة الكهرباء فعلا من القصص التي لا يعرف كواليسها إلا الله علام الغيوب ثم الراسخون بالعلم! وحال موكبي المتواضع ككل مواكب العراق ولكن في منطقتي والخدمة الكهرباء تشكّل حياة وموت، والمكان المتواضع الذي انا فيه في حال انقطاع الكهرباء يصبح لا يطاق ومحرج مع وجود السحب الكهرباء البديل التي هي الأخرى من دون أخلاق ولا شرع في كثير من احيانها! فلو كان صاحب المولدة من أهل الهمم العالية والتقوى لن يجرأ على جعل الفولتية أكثر من ١٨٠ فضلا عن مستواها الطبيعي لترى المروحة خجلة في حركتها كأنها البنت في بيت أهلها قبل ثورة تمكين المرأة وفسح المجال لها لتعاقب زوجها متى أرادت!
فصادف يوم أمس أن اتصل بي اخوة من تونس الحبيبة وهم على رأس حملة من ستين نفر نساء ورجال من المستبصرين وعشاق العترة المطهرة عليهم السلام، وكان البرنامج أن يأتوا إلي في موكبي الذي يشكل هذا العدد تحدي حقيقي له، لأنها من دون كهرباء وطني لا تكفي لعشرة أشخاص يجلسون دون تململ والكهرباء البديل كأنها تسبّح لوزير الكهرباء كما يسبح العارف لربه بالانقطاع والعودة المزعجة!
ونحن منذ أكثر من شهر في منطقتي الإطفاء ساعتين تجهيز وساعتين إنقطاع ويالوفاء المبرمجين الذين كأنهم رهبان في دير التصوف! على رأس كل ساعتين تنقطع، وصادف عند مجيء الإخوة الحملة التونسية وقت الانقطاع وأثناء المسير واقترابي من البيت شاهدت أصحاب المواكب يشغلون المولدات الصغيرة، وهنا شعرت بإحراج شديد وتخيلت كيف سيكون وضع المكان والعدد ستون نساء ورجال! فأنعكس فرحي وصرت اهمهم في جوانحي ولا أعرف كيف اتصرف!؟ وعند دخول الحملة الفرع المؤدي إلى بيتنا وعند الباب قال لي الشيخ حيدر شريكي في الموكب قال الكهرباء الوطني عادت! صعقت واندهشت كيف والمبرمجين لن يرتكبوا مثل هذا الخطأ طوال وقت طويل! ولكن شاء القدر واللطف أن ينقذ الموقف وبدأ برنامجنا والترحيب وبعض الواجب والقينا الخطب والصلوات وقلبي عند الكهرباء خشية أن يستيقظ ضمير المبرمج! ولكن مرت الأمور بسلام والاخوة فرحون جدا وشاكرون، وبعد أن تم توديعهم بلحظات انقطعت مرة أخرى مما شعر الجميع أنها إنقاذ موقف لم يشأ رب العزة والكرامة أن يضعها ويضع زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام ..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..