العراقي الذي يحمل الجينات المتأصلة..!
حسن درباش العامري ||
كثيرا مانسمع بأن بعض السياسيين الذين تسلقوا المشهد السياسي في غفله من الزمن والذين وصموا بالفساد بسبب استحواذهم على جوانب من الواردات لعدد من الدوائر التابعه لوزارات وربما امانات او رسوم تجبى لمؤسسات خدميه والذين نسمع اخبارهم من خلال الاعلام وصفحات التواصل .يعتقد بان القاسم المشترك بينهم هو انهم من الذين كانوا مقيمين في دول اخرى ولديهم جنسيات اخرى وهم من اطلق عليهم بمزدوجي الجنسيه والذين قفزوا على مفردات الدستور التي لاتبيح لهم تسنم مناصب سياديه ومؤثره !!
وان من لا يمتلك تلك الميزه فهوا من يحمل سر النزاهه والدين والتقوى وكلما امسك بدينار مشكوك بمصدره قال بصوت عال ونبرن مميزه( استغفر الله واتوب اليه.)..وهذا الكلام عار عن الصحه وان انطبقت بعض جوانبه على شخص ما او منصب ما …
لان مبادئ الانسان واخلاقه والتزامه لاتقاس بتلك المفردات وانما تقاس بدرجه ايمانه ،وارتباطة بالارض، وحبه لشعبه وينعكس ذلك بعمله ومايقدمه من مشاعر واخلاق وعمل فعلي وملموس بأتجاه الاخرين ،.اما قضية الانحرافات والانجرافات باتجاهات سلبيه او قضية الوفاء والعمل والتضحيه وتقديم الخير ،فانها امور اعتباريه تخضع لاعتبارات متفاوته وعوامل مؤثره ،فكما الندب والخطوط التي تبدوا على صفحات الوجه تخبرنا بسني العمر وحوادث الايام ،كذلك تبدوا لنا ماتخلفه الاحداث والتربيه والتعلم ،من انعكاسات التعامل مع الاخرين او مساعدتهم او حبهم ابو بغضهم ..
اذا قضية ان يحمل المسؤول جنسيه بلده واخر مزدوج الجنسيه قد لايكون لها التأثير الكبير على واقع العمل والخدمه ،وان ما يصنع السارق واللص الاداري هو ضعف الرقابه وضعف القوانين المنظمه للعمل بحيث تطلق يد مسؤول ما بشكل مطلق وكانه ملاك منزه ،وان كان كذلك فيجب ان يسائل على حسابات ختاميه وان تكون مشاريعه المنجزه ضمن السقف المتعارف عليه وحسب درجة العمل المنجز فليس من حق المسؤول ان يتصرف بلأموال العامه وفق مزاجه ورغباته او حتى نزواته ،فلا يجب ان ينفذ مشروع بدرجه تنفيذ معينه باسعار درجات اعلى لتذهب الفروقات بجيوب اصحاب المصلحه ،كذلك لايجب ان تطلق يده للتجاوز على اموال مشروع ما لتنفيذ عمل اخر لايمت للمشروع الاول بصله كشراء رايه بأسعار تصرخ بالفساد والاسراف! او بناء بيت لمسكين او فقير وان كان اصل العمل المرافق حسن النيه والغايه لان تلك الغايات لها طرق معالجه اخرى …
لذلك تعتبر قضية الالتزام والتقيد بأصل المشروع واصل الهدف والحرص على تحقيقه بما يوفر اعلى درجه من الفائده المتوخاة من بنائه او اتمامه هي مؤشر الوطنيه والنزاهه والحرص ..
اما قضية الجنسيه الاخرى فهذا فرضته ضروف الزمان والمكان ولكن في الاصل يبقى الدم العراقي النقي يتدفق حاملا الغيره العراقيه والشرف العراقي في العروق….ومقياس كفائة المسؤول بما يقدمه للمجتمع ورفع مستواه المعاشي والخدمي والتعليمي والوصول به الى درجات تقترب من الرفاهيه …
الكاتب والمحلل السياسي