الخميس - 19 سبتمبر 2024

 على غرار الولايات المتحدة أزمة اقتصادية وانقسام مجتمعي داخل الكيان الصهيوني..!

منذ 4 أسابيع
الخميس - 19 سبتمبر 2024

هيثم الخزعلي ||

كما ذكرنا في مقال سابق بعنوان “حربي غزة واوكرانيا وألمهاجرين  تقود الولايات المتحدة لازمة اقتصادية وانقسام مجتمعي”، ولنفس الأسباب تحدث كلا الطاهرتين في الكيان الصهيوني.
الا ان المهاجرين هنا من داخل الكيان إلى خارجه، اما بالنسبة للاقتصاد فقد أظهرت بيانات الاقتصاد للكيان الصهيوني ارقام مرعبة.
فحسب صحيفة ” موندو فايس” وتقاريرها  عن الاقتصاد الإسرائيلي

الاستثمارات :

هناك ٤٦٠٠٠ شركة أعلنت افلاسها، منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لغاية الآن، كما توقف قطاع  السياحة بشكل شبه كامل ، وتوقف التصنيف الائتماني للكيان الصهيوني.
وتم تخفيض السندات الإسرائيلية لأسعار السندات غير المرغوب بها، كما أن الاستثمارات الأجنبية انخفضت بنسبة ٦٠٪ في الربع الأول من عام ٢٠٢٣ قبل ٧ أكتوبر بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية، والتي لم تظهر اي احتمالات لاسترداد الاموال المستثمرة في صناديق الاستثمار الإسرائيلي
والتي تم  تحويلها لاستثمارات في الخارج، لان   المستثمرين الإسرائيلين  لايريدون ان تكون صناديق التأمين وصناديق التقاعد الخاصة بهم  او مدخراتهم مرتبطة بمصير الدولة الصهيونية،
وقد تكون عملية إغلاق الأعمال هي مجرد البداية، حيث استشهدت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” بتقديرات تشير إلى أن ٦٠,٠٠٠ شركة قد تغلق أعمالها قبل نهاية عام ٢٠٢٤، وهذا اكبر من الاغلاق الناجم عن جائحة كورونا.

ولكن اكبر ضربة للاقتصاد الإسرائيلي هي انسحاب “شركة انتل” من استثمار مخطط له بقيمة ٢٥مليار$ في الكيان الصهيوني.
في مؤشر على تأثير المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، تلك الاستثمارات التي تفضل مصالحها الشخصية. حيث أصبحت مخاطر الاستثمار في الكيان الصهيوني اكبر من فوائده

وكيف سيكون حجم هذا الاغلاق لو حدثت حرب شاملة مع حزب الله او إيران.
كما تم  استدعاء العمال الإسرائيلي كجيش احتياط  للمشاركة في الابادة الجماعية قي غزة مما تسبب بتقويض قطاع التكنلوجيا الشهير في دولة الكيان.

قطاع البناء :
قطاع البناءايضا توقف بسبب منع الفلسطينيين من الدخول لمناطق الكيان الصهيوني، وهم يشكلون النسبة الكبرى من الايدي العاملة الرخيصة التي يعتمد عليها هذا القطاع.

كما أن   كل محاولات الكيان الغاصب  لاستيراد ايدي عاملة اجنبية رخيصة باءت بالفشل ، وزاد الطين بلة  اعلان تركيا عن حظر الصادرات للكيان الصهيوني.والذي أدى لتعطيل هذا القطاع ، بالإضافة لفشل استيراد المواد من الدول الأخرى بسبب منع الحوثيين وصول السفن للموانئ الإسرائيلية.

النازحين داخل الكيان :

كما أن هناك ٢٥٠,٠٠٠ صهيوني نازح داخليا بسبب المواجهات مع حزب الله في شمال الكيان..، وما يشكلوه من كلفة على حكومةالكيان  لاسكانهم في فنادق خاصة،
بينما حالة من الذعر اكبر تسود الكيان الصهيوني بسبب تهديد إيران بضرب الكيان الغاصب .
.
قطاع الطاقة
ومن المشاكل الأخرى هي الطاقة حيث تحولت إسرائيل للاعتماد على الغاز الطبيعي بالكامل بعد أن أعلنت كولومبيا إيقاف شحنات الفحم بسبب الابادة الجماعية في غزة
وتعتبر روسيا وجنوب أفريقيا ثاني اكبر موردي فحم للكيان الصهيوني، ومع عدم وجود طاقة كهربائية مؤكدة ومستمرة  لايستطيع الكيان الصهيوني الادعاء بأنه اقتصاد متقدم. ومع استمرار الولايات المتحدة بتزويد القنابل للكيان لقصف المدارس وقتل الأطفال في غزة، يبدو أن العالم غير متحمس للتعامل مع هذا الكيان الإرهابي.

هجرة الليبرليين وصعود اليمين المتطرف :

وهناك مشكلة كبيرة أخرى تؤثر على الاقتصاد الصهيوني هي هيمنة اليمين المتطرف على السلطة ومحاوله تقويض النظام القضائي في دولة الكيان.
حيث قام المتطرفون اقتحام قواعد عسكرية للدفاع عن حقوق الجيش الصهيوني باغتصاب وتعذيب الأسرى!

صعود وهيمنة هؤلاء على السلطة بالإضافة “الارثدوكس” المتعصبين الذين يرفضون الخدمة في جيش الكيان ويعتاشون على الرعاية الحكومية و يميلون لتأسيس عائلات كبيرة، مقارنة مع الليبرليين.
الليبرليين الذين بدؤا بالهجرة بسبب الحروب المستمرة.  هم قادة قطاع التكنلوجيا، وأساتذة الجامعات والادباء وهم الطبقة المنتجة في الاقتصاد.
وخلال ٦ أشهر من اول هذا العام هاجر اكثر من ٤٦٠٠٠ منهم لخارج الكيان بشكل دائم ، حيث يمتلك معظمهم جوازات اجنبية.
وطبقا لصحيفة “موندو وي” ونقلا عن البروفيسور الاقتصادي الإسرائيلي “دان بن دافيد” ان الاقتصاد الإسرائيلي متماسك بفضل وجود ( ٣٠٠ الف ) شخص هم رواد قطاع التكنلوجيا وكبارالموظفين في الجامعات و المستشفيات و  المستثمرين “.
وان هجرة هؤلاء تجعل الكيان بخرج من مصاف الدول المتقدمة وهو ما بدأ فعلا.
كما أن وجود هذه الطبقة الليبرالية هي ما تجعل الكيان شريك تجاري للاتحاد الأوربي، وهي ما تجعله حليف لما يسمى بالعالم الديمقراطي في الغرب.

ان قمع الاحتجاجات الليبرالية  بشكل متكرر من حكومة نتنياهو المتطرفة، ومهاجمته السلطة القضائية بشكل متكرر. بالإضافة للحرب.
هي من سبب هجرة ” الطبقة الليبرالية” المنتجة، وهي من اوجدت الانقسام الداخلي في الكيان الصهيوني.

السؤال الأهم :-
كم سيزداد عدد المهاجرين إلى خارج الكيان اذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله او إيران؟ .

ما يلوح في الافق هو ان دولة الكيان كما الولايات المتحدة التي تدعمها.. على طريق الانقسام  والتفكك

وآلله غالب على أمره

هيثم الخزعلي
٢١-٨-٢٠٢٤