قبلة الاحرار في الذكرى الاربعينية..!
قاسم الغراوي ||
استذكاراً لواقعة الطف في كربلاء وما رافقها من ماسات انسانية ودروس حسينية يواصل الزائرين احياء هذه الذكرى من داخل العراق وخارجه في العاشر من محرم ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) والأربعينية في العشرين من صفر وهم يواسون جده الرسول الكريم وال بيته بهذه الفاجعة والتضحية التي رسمت المسار الصحيح للدين الاسلامي بعد الانحراف والفساد والتشويه .
نبوءتان عظيمتان قيلتا في زمن الظلم والجور والفساد وفي ظروف صعبة ومعقدة احدهما للسيدة زينب بنت علي بن ابي طالب (ع) وهي تخاطب يزيد بن معاوية دون خوف او وجل :
(فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عاره).
وتحققت النبوءة ولم تمحي الايام وحكام الجور والظلم ذكرى الامام الحسين على مر العصور ، بل ازداد المحبين والمخلصين للرسول وال بيته تمسكاً بالحسين وواجهوا التحديات والصعاب والموت والتعذيب وهم يسيرون باتجاه قبلة الاحرار ويحيون ذكراه .
واما النبوءة الثانية فهي قول الامام علي بن الحسين بن علي (زين العابدين) وهو يتنبأ بما حول الضريح :
(كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالأسواق قد حفت حول قبره فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الأفاق).
وهاهي كربلاء المقدسة تفتخر لانها تضم مثوى الامام الحسين واخيه العباس واصحابه وتستقبل ملايين الزائرين من كل فج عميق ، وكل عام تزداد اعدادهم قادمين من كل بقاع الارض واصبحت كربلاء قبلة الاحرار .
النبوءة الاولى قيلت حين كانت الدنيا ليزيد بن معاوية والعقيلة زينب أسيرته!
واما النبوءة الثانية فقالها السجاد زين العابدين حين كان قبر أبي عبد الله كومة تراب في صحراء روتها دماء الشهيد الحسين والشهداء من ال بيته وصحبه وانصاره الكرام .
وسيبقى الشهيد الحسين ايقونة التحدي ومنارة وقبلة يؤمها الاحرار حتى يبعث الله المنقذ من ال محمد .