الاثنين - 16 سبتمبر 2024

زواحف علي الوردي في الزمن الوردي..!

الاثنين - 16 سبتمبر 2024

عبد الجبار الموسوي ||

عند احتدام الجدل حول مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية في العراق ظهرت على شاشات التلفاز سلاحف وزواحف تتميز جميعها باتقان اخراج اللسان خارج الفم بقوة والزعيق بصوت عالي.
وبمصطلحات شتم المجتمع العراقي والرجل العراقي واتهامه بالتخلف والجاهلية والبدوية حتى لو كان ذلك الرجل هو المصطفى الخاتم صلى الله عليه وآله هذه المصطلحات التي اطلقتها نساء الاعلام الوردي نسبة إلى عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي.
الذي امعن في إطلاق شتى الاتهامات ضد المجتمع العراقي الذي اتهمه بالبداوة وان الصراع،بين الحضارة والتمدن و البداوة المتأصلة في نفوس العراقيين هي سبب تناقضات الشخصية العراقية محرفا بوصلة التفكير.
ان الصراع ابدا لم يكن بين البداوة والحضارة بل هو صراع بين الفكر الغربي المستورد وبين أصالة الفكر الإسلامي والعربي المتجذر بقوة في عقول شيعة العراق وتفكيرهم وما يحمله هذا التفكير من قدرة على مقاومة العلمانية والتغريب وان الهم الوحيد الذي كان يقض مضجع علي الوردي هو كيفية إفراغ الفكر العراقي،والثقافة العراقيةوجعل الإنسان العراقي ينظر من خلال نظارته المستوردة.
نحن اليوم في صدام حضاري مع المشروع الابراهيمي التطبيعي ويقع شيعة العراق العرب في مركز العاصفة فهم من يحدد مسيرة الامة الاسلامية والعربية بين مشروع الأصالة والممانعة وبين التطبيع الثقافي مع الغرب والانحياز للمجتمع الامبريالي الغربي الساعي إلى إنهاء ثقافة واصالة الامة ووضع قيمها بالمتاحف البصرية وان تتحول شعائره إلى مزارات فلكلورية يؤدي فيها العراقي طقسا سرمديا دون ان يتشعب في استرداد المعاني.
وان لا يتمسك كثيرا بالاسلام المنافس والمتغلب بقوة المنطق وقوة الثقافة الانسانية على الدين الابراهيمي الأول تاريخيا (اليهودية).

اننا اليوم ونحن نسجل اشراقة الوصول إلى قمة الانسانية وهبوط الاعداء إلى ضحالة التوحش يريدون منا ان نصدق انهم أهل التحضر وأننا أهل البداوة.