الأستعمار والمتوحش النبيل..!
حسام الحاج حسين ||
صنف المستعمر الغربي لقارة أميركا السكان الأصليين من الهنود الحمر والذين كانو متوحشين وفق نظرياتهم . الى اصناف الأول هو المتوحش السيء والذي يقاوم المحتل حتى الموت . والمتوحش النبيل وهو الذي يتعاون مع المحتل من أجل ان يعيش مقابل امتيازات بسيطه ..!اصبحت فكرة المتوحش النبيل ساري المفعول في الفكر الأستراتيجي للأحتلال . ففي فلسطين استطاع الصهاينة من تطبيق المنهاج الأستعماري ببراعة . واقنع بعض العرب من انهم يستطيعون العيش تحت ظل الأحتلال . اما الصنف الأخر فيجب ان يموت ( العربي الجيد هو العربي الميت ) واذا لم يختار الموت فسيكون السجن هو الخيار المتوفر او التهجير و المنفى ..!
انتهج تشرشل وهتلر وموسوليني هذه السلوك آبان الأستعمار والأحتلال العسكري لدول العالم .
وكانت العنصرية هي المحرك الأيديولوجي لصناعة هكذا مشهد ..!
وكما انتهج الأستيطان اليهودي لفلسطين الوحشية من خلال الأبادة الجماعية والتطهير العرقي واحتلال مدن وقصبات وقرى بعد القتل والتشريد
ومصادرة الأملاك والأراضي .
وكان سعي اليهود المستعمرين إقامة وطن لهم في فلسطين سببا رئيسيا لهذه الحرب الشعواء فقد سعوا -بمعاونة الدول الغربية- والتي كانت تمتلك ذاكرة استراتيجية استعمارية تمتد لقرون من تفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل، وهو مايؤكد النظرية الصهيونية من أن لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها لصالح اليهود ..!
ويتبنى في الأغلب الأعم الاستيطان الأستعماري فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى فارغة من قبيل (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض )
لكن في الوقت ذاته عليه التعامل مع التحديات الواقعية وهي المقاومة من قبل السكان الأصليين . حيث ان اصحاب الأرض متجذرون من خلال الذاكرة الماضية . بينما هم لايمتلكون الذاكرة لا الماضية ولا الحاضرة و لا المستقبلية ايضا .
يتمحور انتاج ( المتوحش النبيل ) من خلال الدعم المالي لبعض الدول العربية مثل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية ، والتي تذوب يوما بعد يوم في كنف الأحتلال لتتحول الى أداة للقمع والمتابعة والتجسس على المقاومة الفلسطينية .!استطاع الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة من تحويل بعض الأنظمة العربية الى داعم ومدافع عن إسرائيل على المستوى السياسي والدبلوماسية من خلال التطبيع . وايضا الى حزام أمني اخضر ضد اي تهديد يصدر من الخارج .واستطاع ترامب ان يقترب من صناعة ( نادي المتوحشين النبلاء ) والذي يضم ملوك وأمراء ورؤساء عرب . بل وامتد ايضا الى النخب والمثقفين والأعلاميين الذين يطبلون للأحتلال وينبذون المقاومة.
ويحاربونها اعلاميا وسياسيا كما يحاولون تقويض وشيطنة المكونات
التي تسعى لأجل تفعيل التنظيمات السياسية والعسكرية ضد الاحتلال بمختلف اشكاله وانواعه ومسمياته ..!
مدير مركز الذاكرة الفيلية