🛜نكتة (٣٢) قتل الحسين عليه السلام هل كان ضمن ارادة الله ام ضمن مشيئته؟!
الشيخ حسن النحوي ||
ورد في الأثر شاء الله ان يراهن سبايا، و قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )) الاحزاب : ٣٣.
هناك : مشيئة الهية
و هناك : ارادة الهية
المشيئة هي السماح ضمن نطاق المصلحة
الارادة : هي السماح ضمن نطاق الرغبة.
الحكمة من المشيئة الالهية هي أنّ الدنيا دار اختبار ، فلا يمكن ان يكون الانسان بين اختيارين و لا يسمح له الخالق بفعل الامرين ، (( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )) البلد : ١٠.
لذلك ترى الانسان يفعل الخطأ و الصواب في دار الدنيا ضمن المشيئة الالهية اختباراً له ..
و هو مايمكن تسميته ب ( الحرية المسؤولة ).
و امّا الارادة فهناك رغبة و حبّ الهي للفعل مقرون بالسماح بفعله و ليس فقط سماح للاختبار ..
مثل ارادة عصمة الائمة،و امثلة أخرى :
قال تعال : “يُرِيدُ الله لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ” [النساء: 26].
و قال تعالى : {والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} [النساء: 27]
(( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُالْعُسْرَ )) … ﴿١٨٥ البقرة﴾
(( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًالِّلْعَالَمِينَ )) ﴿١٠٨ آل عمران﴾
• يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴿٢٨ النساء﴾
و كثير من الايات التي تتحدث عن الارادة و تنم عن حب الخالق عز و جل للفعل ..
و في موضوع حديثنا و هو ( قتل الحسين ع ) فهو ضمن المشيئة الالهية لاختبار الناس ، كما حصل في قتل الانبياء من قبل على يد اقوامهم ..
فأهل البيت عليهم السلام جزءٌ من الاختبار الالهي للناس كما ورد في الزيارة :
(( المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.)).
هذا شرح بسيط للفرق بين المشيئة و الارادة الالهيتين .