المسيرة القرآنية تعيد توثيق الروابط والهوية الإيمانية..!
محمود المغربي ـ اليمن ||
ارتباط أبناء اليمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مميز ووثيق وقديم جدا وربما قد نشأ ذلك الارتباط والمحبة منذ النفخة الأولى في جسد أبو البشرية آدم عليه السلام ومنذ أن كانت البشرية لا تزال أرواح تطوف في ملكوت الله وهي باقية وخالدة بخلود الأرواح.
وقد تجسد ذلك الارتباط والحب على أرض الواقع عندما لبى أبناء اليمن دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخول في دين الله أفواجا برسالة من رسول الله ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف الإمداد اليمني لنصرة رسول الله وال البيت عليهم السلام واينما وجد رسول الله وال بيته سوف تجد أبناء اليمن وقد كان لأبناء تعز الصوفية طريقة فريدة ومميزة في محبة رسول الله وال البيت عليهم السلام واينما ذهبت في تعز سوف تجد زاوية أو رمز صوفي أو مقام لأحد أولياء الله ومن ال بيت رسوله حتى أن مدح رسول الله والتغزل به وبال بيته أصبح ترنيمة صباحية مسائية يرددها أبناء تعز وتعويذة تشفي مريضهم وتسعد شقيهم وتداوي جراحهم وتغني فقيرهم.
ولو فتشنا كتب التاريخ لوجدنا الالاف من القصص والحكايات التي تتحدث عن ذلك الارتباط والمحبة لرسول الله وال بيته وعن ثمار وبركة تلك المحبة في حياة أبناء تعز أما احتفال أبناء تعز بالمولد النبوي الشريف فحدث ولا حرج ولا نبالغ إن قلنا أن الاحتفال بالمولد النبوي كان أهم المناسبات واكبرها في حياة أبناء تعز وكان يمتد لاسابيع طويلة وتذبح الذبائح في القرى والمدن وتصبح الطرقات سفر لمختلف أنواع الطعام وتوزع الأموال على الفقراء ويلبس الأطفال ثياب جديدة وتشعل النار فوق اسطح المنازل بالصلاة على رسول الله ولم يكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يقتصر على يوم ميلاد خير خلق الله بل كان المولد والذكر يقام في كل مناسبة سوى كانت فرح أو موت أو ولادة تقام الموالد والمديح لمن وجد المدح لأجله صلوات الله وسلامه على رسول الله وال بيته الأطهار.
ولسنوات طويلة عمل المد الواهبي والإخواني على فك ذلك الارتباط وطمس الهوية الإيمانية وتلك التقاليد الأصيلة والمهمة وقد نجح في تحقيق ذلك في أغلب محافظات الجمهورية لكن زوايا تعز قاومت ذلك المد وبقت متمسكة بتلك الروابط حتى جاءت المسيرة القرآنية لتعيد توثيق روابط الولاء والمحبة لله ولرسوله ولال بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعيد إحياء تلك المناسبات والتقاليد التي تعزز الانتماء والهوية الإيمانية وتجعل القلوب معلقة بمحبة الله ورسوله ونحن على أبواب ذكرى ميلاد خير خلق الله سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هاهي اليمن قاطبة تستعد وتتزين لإستقبال هذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب الجميع وهاهي تعز تستعد لتجعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام مميز ومختلف عن كل ما سبق.
لقد خذل أبناء غزة وتركوا وحدهم لمواجهة الموت والإبادة الجماعية عقاب على تلك المحاولة الشجاعة يوم 7 أكتوبر التي أرادوا بها استعادة كرامة وشرف الأمة ولم يكونوا يدركون أننا أمة ادمنت العبودية والركوع والذل أمة تعتقد أن الحرية والاستقلال خطيئة تغضب الرب والسلطان وأن الشجاعة تهور والاستشهاد في سبيل الله والوطن انتحار.
محمود المغربي