الموكب يعاتبني..!
مازن الولائي ||
١٦ صفر ١٤٤٦هجري
٣١ مرداد ١٤٠٣
٢٠٢٤/٨/٢١م
أنت يا صاحب الموكب! منْ أجاز لك قلب القدور؟! وانزال السرادق وإيقاف الخدمة وحز سكاكين النحور! منْ قال لك أننا مللنا أو شبعنا من ماء طهور؟! منْ اخبرك أن نار الفراق أهون من نار القدور؟ نحن يا صاحب الموكب.. نعيش حرارة في أعماقنا تستعر وعزانا مستمر! وإتفاق عقدناه بيننا نحن كل أواني وشؤون الخدمة، تعزيل الموكب يؤذينا وغسل الأواني يحرجنا، بالله عليك دع السواد يكسونا ولا تقرّب لنا الماء فيذكرنا، عيال الحسين وتلك القلوب التي فتها العطش!
لا تقول أنتم جماد ما شأنكم؟! فهل التراب والسماء التي مطرت أشرف منا؟! الحزن على إيقاف خدمتنا محرج ومخجل وعذاب لنا، يعلم الله لو أحببت أن نقضي تحت النار على مدار العام تصهرنا تحرقنا تغير لوننا تذرنا جمر ما فتحنا الأفواه إلا بما قال جون أو زهير أو العباس..
رايتك يوم اغلقت الباب بعد أن أطلت النظر إلى شارع الوافدين، وكيف تناثرت منك الدموع وكيف اجتمعت الخدام واسرتك غارقة الدموع والصراخ تردده الحيطان، وكيف النساء يغسلن الأواني بمنهمر الجفون، وقتها لم ترون ما نزل لنا من ماء حاااار حزنا على مشهد يحتاج عام من الدعاء والتوفيق والتسديد حتى نظفر به، يا صاحب الموكب بالله عليك هون علينا الخطب وضعنا في خزانة الموكب دون أن تزيل منا رماد وسواد نحن قبلناه عزاء على وجوهنا ..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..