الامام الباقر (ع): كان قلب عمي العباس كصالية الجمر من الضما..!
اياد الإمارة ||
الامام الباقر (ع) يصف عطش العباس قمر بني هاشم يوم العاشر من عاشوراء: (كان قلب عمي العباس كصالية الجمر من الضما)
هذه الصورة تجسدت أمامي هذا اليوم وأنا على طريق الزائرين بإتجاه كربلاء المقدسة، كان الجو حاراً جداً لكني لم أشعر بالعطش لأن الناس من حولنا تسقي زوار سيد الشهداء الحسين (ع)، تتوسلهم أن يشربوا الماء العذب، ومع ذلك فإن الحر يبخر كميات الماء الكبيرة المتوفرة التي نشربها!
تذكرت حينها هذه المقولة الخالدة (كصالية الجمر) وهذا ليس حال سيدي العباس عليه السلام -فضيلة العباس الكبيرة إنه تمكن من الماء وهو بهذه الحالة لكنه لم يشرب لأنه تذكر عطش غريب كربلاء (ع)- الإمام الحسين (ع) وعياله وآل بيته كانوا مُثقلين بشدة عطشهم لكنهم قاتلوا ببسالة محمدية ولم يستسلموا حتى صنعوا نصر دين الله الإسلام الخالد ..
قلوبهم جميعاً كصالية الجمر من الضما.
ونحن نمشي في طريق الزائرين علينا أن نستذكر كل لحظات كربلاء ومواقفها الخالدة لنرسم بكل خطوة نخطيها خارطة ولائنا للحسين (ع) الذي ينبغي أن يتجسد سلوكاً عملياً في حياتنا اليومية ..
الحسيني الحقيقي هو الذي يتخلق بأخلاق الحسين (ع) وهي أخلاق الإسلام المحمدي الأصيل.
ونحن نمشي في طريق الزائرين علينا أن نخطوا بخطواتنا لمساندة مقاومتنا الحسينية الحقيقية وهي تقف أمام قوى الباطل الكافرة التي تتمثل اليوم بالصهيونية وكل مَن يُساندها من أذناب أذلاء.
ونحن نمشي في طريق الزائرين علينا التمييز بقوة بين المقاومة الحسينية الحقيقية الثابتة في ميدان المواجهة بقوة وبين مقاومة أُخرى دعية إنشائية ليست من المقاومة بشيء ولا يتصف رجالها بصفات المقاوم الحقيقية التي من أولها ومن أهمها ترك الدنيا وملذاتها ..
وبعد فلا يدعي المقاومة مَن لا يميز بين الحق والباطل أو أن ينصر الباطل في بعض الأحيان ..
ولا يدعي المقاومة مَن لا وعي لديه ..
لا يدعي المقاومة مَن كل مقاومته أن يُغرد.
إياد الإمارة