السبت - 14 سبتمبر 2024

رمزية المقاومة في استشهاد الإمام الحسين والإمام علي بن موسى الرضا “ع”..!

منذ 3 أسابيع
السبت - 14 سبتمبر 2024

أحمد العسكري ||

تعدّ واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام واحدة من أبرز الأحداث في التاريخ الإسلامي، حين وقف الإمام الحسين عليه السلام بوجه يزيد بن معاوية شارب الخمر وقاتل النفس الزكية، والذي كان معروفًا بفساده وظلمه وأن اغتصابه للخلافة يمثل انحرافًا عن القيم الإسلامية، فقد كانت ثورة الإمام الحسين (ع) رمزًا للمقاومة ضد الظلم والاستبداد، وجعلت كربلاء رمزًا للثورة والعدالة في مواجهة الطغيان.
إن استشهاد الإمام الحسين لم يكن مجرد حدث تاريخي أليم في نفوس المسلمين في عموم الالار، بل أصبح مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة في مواجهة الظلم إذ كانت رسالته واضحة: فلا يمكن السكوت على الظلم، ويجب الوقوف بوجه الطغاة مهما كانت التضحيات، فهذه الرسالة استمرت عبر الزمن وأصبحت جزءًا من الهوية الثقافية والدينية للمسلمين في العالم من جانب آخر يأتي استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام برمزية مشابهة متجانسة فالإمام الرضا كان معروفًا بعلمه وحلمه وصبره، وكان له دور كبير في نشر الوعي بين المسلمين حول أهمية الوقوف بوجه الحاكم الفاسد ففي فترة حكم الخليفة العباسي المأمون، حاول المأمون استغلال مكانة الإمام الرضا عليه السلام بتعيينه وليًا للعهد، ولكن الإمام الرضا رفض المشاركة في الحكم الفاسد وفضل البقاء بعيدًا عن السلطة.

ان استشهاده عليه السلام كان نتيجة لمواقفه الثابتة ضد الظلم والطغيان، حيث تم تسميمه بأمر من المأمون العباسي هذا الشهادة جاءت لتؤكد على أهمية المقاومة بكل انواعها ونشر الوعي بين الناس حول حقوقهم وواجباتهم تجاه الحاكم و يبدو أن تزامن استشهاد الإمام الرضا مع زيارة أربعينية الإمام الحسين يحمل دلالات عميقة فهو يربط بين رمزية المقاومة في كربلاء واستمرار هذه المقاومة عبر الأجيال، اليوم أصبحت زيارة الأربعين مناسبة مليونية ضخمة جدا لتجديد العهد مع قيم العدالة والحرية التي نادى بها الإمام الحسين عليه السلام، وتأكيد على أن المقاومة ضد الظلم هي واجب ديني وأخلاقي، و خلاصة القول فإن استشهاد الإمام الحسين والإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام يمثلان رمزين للمقاومة ضد الظلم والطغيان ورسالتهما تستمر في إلهام الأجيال لمواجهة الفساد والظلم، وتأكيد على أن الوقوف بوجه الحاكم الفاسد هو واجب ديني وأخلاقي لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الظروف ومهما طال الزمن.