الامة التي لها جناحين لن تنهزم..!
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
يقول الفيلسوف الياباني فرنسيس اوكاياما، الشيعه لن يًهزمهوا لانهم يطيرون بجناحين، جناح الماضي وهو كربلاء، والمستقبل وهو الامل بثورة المهدي!
كل الأمم التي لاتموت، هي الامم التي لها امتداد طبيعي، وعلاقة وثيقة سليمة روحية، بين ماضي مشرف، وحاضر زاهر ومستقبل، يكون على نسق ونمق وقوه الماضيتين (الماضي والحاضر).
شيعه ال البيت عليهم السلام، ولا سيما الموالين والمخلصين منهم، والثوار والمجاهدين الذين تسلحوا بغذاء الروح قبل غذاء السلاح، تسلحوا وتشبعوا بفكر محمد وال محمد، حيث يستمد منها القوة والعزيمة والاصرار والايثار، فتارة يكون عندك اقوى الاسلحه؛ لكنه لا توجد القناعة والعقيدة، وتارة قد تمتلك ابسط سلاح، لكنك متشبع بالقناعة والعقيدة!
عندها ممكن ان يؤخذ من الجبال؛ ولكن لم يؤخذ من عزيمتك واسرارك، فقد وضعت الشهادة نصب عينيك، فلا شيء ممكن ان يردك او يرجعك؛ عن هذا المبدا والمسير!
كلنا نعلم بان ثورة الامام الحسين عليه السلام، هي ثورة الهية، ثورة انطلقت لتقتلع الظلم والفساد والجور؛ من جذوره وارجاع الحقوق الى المضطهدين والمظلومين.
هي ثورة لبناء انسان جديد.
هي ثورة لبناء انسان لن يقبل التبعية الا لله .
هي ثورة لبناء مجتمع عادل، لا طبقية فيه؛ يعيش الكل سواسية كاسنان المشكل.
هي ثورة مباركة من الله سبحانه وتعالى، وقادها الامام الحسين ضد الذلة والظلم والجور والفساد .
هي ثورة كانت وستبقى الى قيام الساعة/ في عمل الضعفاء والمضطهدين، هي امل كل انسان وكل مجتمع، يريد العزة والاباء والشموخ.
هذه الثورة التي كانت قبل ما يقارب ال1400 عام، سوف ياتي في اخر الزمان احد ابناءه، ليفجر هذه الثورة بامر الهي، الا وهو الامام المهدي عجل الله فرجه، ليعيد تثبيت واعادة احياء هذه الثورة؛ وينشر العدل والمساواة وينقذ الارض بعد ان ملئت ظلما وجورا.
انها ثورة وامتدادا بثورة ابيه، على الرغم من الفاصلة الزمنية، لكنها على نفس النهج وعلى نفس المنوال، وعلى نفس الاهمية والقوة والاهداف والشعارات، وهي ثورة الهية بعين الله جل وعلا.
السائرون على نهج الامام الحسين، يكونون متمسكين بالماضي، وعيونهم على ظهور صاحب العصر والزمان، ليكملوا هذا المسير الذي يربط الماضي بالمستقبل، ويطير هذه الفاصلة باجنحة من الله، بها عليهم بها انها اجنحة روحية معنوية، وليست كالاجنحة اللي نراها ..
لا ينالها الا ذو حظ عظيم اولئك هم …الصادقون الذين عاهدوا الله وصدقوا معه ..اولئك هم الفائزون حقا…. انها اجنحة الحق والثوره ورفض الظلم والاستعباد والهيمنة ….