الأحد - 15 سبتمبر 2024
الأحد - 15 سبتمبر 2024

📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||


٢٣ / ٨ / ٢٠٢٤

📍سألت ولدي وهو فطن وذكي . فقلت له بابا ماذا تفكر ، ماذا تقرا هذه الايام…..؟.

📍قال بابا(( الوعي جتال صاحبه)) والانسان الجاهل يعيش الراحة وهو متنعم بالدنيا والاموال والمناصب فيما يعاني العالم والمفكر والواعي التعب، فلا اريد التعب والتعمق في القراءة والفكر ….

📍فقلت له صدقت يا ولدي بحسب الظاهر ، فأنت قد ترى هؤلاء متنعمين بما ذكرت من وسائل الدنيا ،ولكن من ادراك انهم يعيشون الراحة النفسية في انفسهم واسرهم فلعلهم يعيشون الضنك والالم كما ذكر الله تعالى. ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون. وقال تعالى ( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) الى غير ذلك مما ذكر الله تعالى وقاله النبي الاكرم صلى الله عليه واله والائمة الاطهار عليهم السلام …..

📍نعم بدون شك ان الوعي مسؤولية كبيرة وعظيمة ومتعبه ومكلفة وقد تضحي بكل شيء من اجل ذلك وقد يفارقك الاهل والاقارب والاصدقاء ، فالحياة في كل العصور يتصدرها الحمقى والجهلة والفاسدون الذين اعمت الدنيا بصائرهم وعلى الواعي مسؤولية وعي الامة بما يستطيع وان لا يسير مع الظالمين والفاسدين فيصبح كالهمج الرعاع اتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم
ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، بل يقف ضدهم ولو بقي وحيدا في الطريق فلا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه …

📍وعليك ان تعلم يا ولدي: ان الوعي طريق الانبياء والائمة والاولياء والعلماء عبر العصور والدهور، وهو وان كان متعبا في الدنيا القصيرة ، ولكن هو راحة للانسان في عالم الاخرة الذي لا زوال لها ولا اصمخلال ، تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. والعاقل لا يستبدل راحة الدنيا القصيرة بعذاب الآخرة الذي يدوم مقامها ولا يخفف عن أهلها، فكلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب…….

🤲اللهم وفقنا للوعي وثبتنا عليه ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ابدا يا ارحم الراحمين بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين …