السياسي..والنفاق..صورني وانا اطبخ والطم..!
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
ما هو تعريف النفاق لغة واصطلاحا؟
قال ابنُ رجَبٍ: (النِّفاقُ في اللُّغةِ هو من جِنسِ الخِداعِ والمكرِ وإظهارِ الخَيرِ وإبطانِ خِلافِه) . النِّفاقُ اصطِلاحًا: هو: (إظهارُ القولِ باللِّسانِ أو الفِعلِ بخِلافِ ما في القَلبِ من القولِ والاعتقادِ) . وقال ابنُ كثيرٍ: (النِّفاقُ: هو إظهارُ الخيرِ، وإسرارُ الشَّرِّ) .
وبين الإدريسي أن القرآن ذكر المنافقين، في 37 مرة جرت على 6 اشتقاقات وتصريفات، متطرقا إلى شيوع خطر النفاق بالنسبة للمشروع الإسلامي، لأن النفاق والكفر متحالفان”
ان المتتبع لاحوال السياسيين في كل بقاع المعمورة ولا سيما في دول العالم الثالث وموضوع مقالتنا تحديدا الدول التي يهمنا امرهم حيث نجد بان الكثير والكثير من سياسيين قد تجاوزوا النفاق الى مرحلة اخطر واكثر ضررا الا وهو(( التفنن في النفاق )) فقد اصبح النفاق قديما وعفا عليه الزمن فالسياسيون اليوم يتفننون في النفاق وكما هو معروف لدينا نحن كمسلمين.
فهؤلاء السياسيين تجاوزوا مفهومه الاسلامي وبداوا يُجّمِلون لانفسهم هذه الصفة لا بل حتى احيانا او في كثير من الاحيان اعطائه الصفة الشرعية والقانونية والانسانية نعم هو يعلم بانه منافق ولكن يغالط نفسه طُبِع على قلوبهم وفي كثير من الاحيان قد يكونون هم اسياد الشيطان وابليس لما وصلوا اليه من درجة التفنن في النفاق والشيطنة فما حرمه الله هم احلوه لانفسهم وما له نهى عنه الله هم شرعوه لانفسهم واعطوه صفة شرعية وبالتالي فهي محللة لهم.
كم من سياسي موجود اليوم او رحل الى حيث لا رجعة لهم ان شاء الله كم منهم لو اخذنا 100 شخص كم شخص منهم يحمل صفة النفاق بدرجاتة نعم هنالك تفاوت في درجات فهنالك من وصل الى القمة وهنالك من هو في الوسط وهنالك من هو في القاع لكن مجرد ان اقتنع وقبل صفة النفاق فهذا الذي في الاسفل مصيره سوف يصعد الى درجة الوسطى والى القمة ما هي الا مسالة وقت فعندما يدخل الحرام الى جوفهم والحرام حرام كان قليلا او كثيرا فهذا ان لم يسعف نفسه فمصيره كما هو مصير من سبقه حيث لعنة من التاريخ ولعنة من الشعوب وعذاب شديد .
اليوم في عالم السياسة نجد بان عدد هؤلاء في تزايد لكن هذا لا يمنع وجود سياسيين يخافون الله ويخافون ليس اكل الحرام وانما الاقتراب من الحرم نعم على قلتهم لكنهم موجودين وكل اناء بما فيه ينضح فهؤلاء كانوا قد حصّنوا انفسهم من الشبهات ومن المحرمات.
فهنيئا لهم فالسياسي المنافق نجده يتسابق مع نظيره في الوصول الى منزلة اكثر علوا بالنفاق ممن ينافسه وفي كثير من الاحيان هذا التنافس يولد مشاكل واحتكاك ونهايته تكون بحدوث صدام ومؤتمرات صحفية احدهم ينتقد الاخر واحدهم يكشف اوراق الاخر هذه كلها بسبب ابتعادهم عن الله ودخولهم النفق المظلم الذي اسميه النفاق ولذلك القراءن والاسلام والله سبحانه وتعالى يحذر من المنافقين اكثر مما يحذر من المشركين المشرك ظاهر لكن المنافق يعيش بين ظهرانينا وهو يظهر عكس ما في داخله ويتفننون.
واذا بنا نكتشف بان هذا الشخص (السياسي =) هو منافق ولا سيما هذه الايام ونحن الان في اجواء شهر محرم الحرام حيث نجد معظم السياسيين وهم في قمة الورع ويتوشحون بالسواد ويطبخون على مبدأ (صورني واني أطبخ) ويسيرون مع الحشود ولكن جوفهم ممتلىء بالحرام وهذا يتكرر كل عام لكن هيهات هيهات من ان تسجل لهم في صحيفة الاعمال الحسينية و التي ترضي الامام الحسين عليه السلام.
فاكل الحرام وحقوق العباد هي من الاسباب الرئيسية لثورة الامام الحسين عليه السلام .. وانتم تريدون التقرب ونيل شفاعته بهذه الامور التي خرج ضدها .وهذا اكبردليل على نفاقكم عندما تكذبون وتنافقون على الامام عليه السلام .
كما ان الزيت والماء لايمكنهما الاختلاط كذلك المنافق لا يجتمع مع الامام الحسين عليه السلام .