السبت - 14 سبتمبر 2024

عمرو بن العاص في راس الحلبوسي..!

منذ 3 أسابيع
السبت - 14 سبتمبر 2024

الشيخ جمعة العطواني ||


مركز افق للدراسات
السبت 24/ 8/ 2024

من خلال الجبينات الوراثية نستيطع ان نعرف انتساب الانسان الى اي قبيلة او شخص ينتمي، ومن خلال الجبينات (السياسية) يمكن لنا ان نعرف انتساب السياسي الى اي جهة سياسية في التاريخ ينتسب.

يبدو لي ان السيد الحلبوسي ينتسب سياسيا الى عمرو بن العاص، وربما نسبيا ايضا، فما يمتاز به عمرو بن العاص انه من اكبر الدهاة العرب، وما رفع المصحاف في صفين، وكشف عورته التي وقته من سيف علي عليه السلام هي ابسط دليل على حجم دهائه ومكره.

السيد الحلبوسي رغم تعرضه الى ضربات (مميتة سياسيا) الا انه لازال يفكر بدهاء سياسي كبير.

الحلبوسي يعلم ان اكبر خصم سياسي استطاع ان يقلم (اظافره) وفق القانون هو السيد السوداني، وما يزال داعما لخصمه العنيد سالم العييساوي والعهدة على الراوي، ولهذا فان الحلبوسي فكر بدهاء، مستحضرا الجبينات السياسية التي يحملها من عمرو بن العاص، فما هو هذا لدهاء.

الحلبوسي يناقش هذه الايام مقترحا مع بعض القوى السياسية التي تجمعه بها (خصومة السوداني)، وحتى نعرف حجم الدهاء الذي يفكر به الحلبوسي علينا ان نستعرض بشكل سريع عملية احتساب المقاعد في الانتخابات.

كما هو معلوم فان اصوات كل قائمة، تجمع اولا، ثم يتم تقسيمها وفق قانون (سانت ليغو) على 1،7 ،ثم 3، و5 وهكذا .

وعادة تكون القوائم التي تتراسها زعامات سياسية يحصد زعيمها اصواتا كثيرة تضاف الى القائمة وتوزع رياضيا كما فصلنا، فمثلا لو حصل السيد السوداني على 500 الف صوت في بغداد، هذه الاصوات تضاف الى مجموع اصوات قائمته وتقسم رياضيا وفق قانون سانت ليغو، وهكذا بقية الزعامات المشاركة في الانتخابات.

هنا دخل عمرو بن العاص في راس الحلبوسي، وقدم مقترحا لبعض الزعامات السياسية، يقترح فيها ان ( 10./.) من اعلى الاصوات لكل قائمة يفوز اصحابها تخرج من الحسابات الرياضية، وما تبقى من اصوات المرشحين تجمع وتقسم وفق قانون سانت ليغو.

لنقرب الفكرة اكثر، بما ان الحلبوسي يفكر وصورة السوداني شاخصة امامه، لنضرب مثالا بما يدور في راسه، لو حصل السيد السوداني على سبيل المثال على 500 الف صوت في بغداد، فانه يعتبر فائزا، وتحذف اصواته من كتلته الانتخابية، وما تبقى من اصوات كتلته تجمع ثم تقسم وفق قانون سانت ليغو، وبهذا سيتم حرمان كتلة السوداني من مئات الالاف من اصواته، وهكذا الحال بالنسبة للزعامات المشاركة في الانتخابات.

وبما ان الحلبوسي لن يشارك بنفسه في الانتخابات القادمة، فلابد من حرمان خصومه من اصواتهم التي يحصلون عليها، وبالتالي لن يختلفوا عمليا عنه.

في كرة القدم فان المدافع (القشاش) يعتمد على لياقته البدنية وكفاءته في منع المهاجم الخصم من الوصول الى المرمى وتسجيل الاهداف، بينما المدافع الذي لا يمتلك لياقة بدنية او مهارة يضطر الى اللجوء الى (كسر) اللاعب المهاجم، وهذه الفكرة تطبق في السياسة، فالزعيم السياسي الذي يعرف انه لن يحصل على اصوات كثيرة يلجأ إلى ( كسر) خصمه الذي له مقبولية شعبية.

السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قد) يستدل على بطلان الانظمة الوضعية يقول: ان النظام الوضعي من صنع الانسان، وكل انسان يضع قانونا يرى مصلحته فيه، بينما النظام الامثل هو الذي ليس للمشرع مصلحة فيه، وصاحب هذا الود الى الانسان.
ما يحصل من تغيير مستمر بقوانين الانتخابات من ( دائرة واحنظام هو الله تعالى، فالله ليس له مصلحة باي قانون او تشريع سماوي، بل كل النفع تعدة) الى (دوائر متعدددة) لكل محافظة ، ومن قانون (سانت ليغو) يتم التقسيم على 1، الى سانتليغو يتم التقسم على 1،3، ثم اصبح 1،7 ، كل هذه التغييرات بسبب الصراع على المصالح بين القوى المتنافسه ولاتوجد اية مصلحة للمواطن فيها.

على اية حال فلا نعرف اي مطبات سيتجاوزها السيد السوداني وهو يمر بها، من تقسيم بغداد الى عدة دوائر، الى اشتراط تقديم الاستقالة اذا كان يريد النزول في الانتخابات، وليس انتهاءً بمقترح الحلبوسي بحرمان قائمته من اصواته.

يقول امير المؤمنين عليه السلام ( مَنْ نامَ لم ينمْ عنه ان اخا الحربِ الارِق)