شوكةٌ لن تنكسر..!
زمزم العمران ||
قال تعالى في كتابه الكريم : ( ,يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ )
ذكر السيد الشهيد الصدر في احدى خطب الجمعة ، “ان السير الى كربلاء شوكة في عيون المستعمرين عامة واسرائيل خاصة” لن نعود بالزمن بعيدا بل سوف نذكر من باب الموعظة كيف كان ذلك النظام البعثي يمنع الزيارة سيرا بكل الطرق الممكنة، وقد اذاق من يقوم بالسير الوان العذاب في حال تم اعتقاله من قبل اجهزته القمعية وقد تصل العقوبة احيانا الى الاعدام.
رحل ذلك النظام الدكتاتوري على يد من مكنه ودعمه طيلة تلك السنوات، لتبدأ صفحة اخرى في محاربة السير الى كربلاء وهي صفحة الارهاب والتكفير، والتي كانت في كل سنة بالمناسبة تستهدف الزائرين بالرصاص والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، حتى من الله علينا بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية العليا في النجف الاشرف، لكي تقلب الطاولة على تنظيم داعش الارهابي ومؤسسيه وداعميه من دول الغرب واعراب الخليج ، حيث قام الحشد الشعبي ومعه القوات الامنية بتسطير اروع البطولات في محاربة الارهاب والتكفير لكي ينعم هذا البلد بالامان .
الا ان الاعداء لم يرفعوا راية الاستسلام ، بل عمدوا الى حرب اخرى وهي حرب ناعمة ضد المفاهيم الحسينية فتجدهم تارة ينتقدون الزيارة ومواكبها من باب الاقتصاد ، متذرعين بذلك ان استغلال هذه الزيارة لدعم الاقتصاد الوطني وتحويلها من شعيرة مقدسة الى باب للتجارة كما تفعل المملكة العربية السعودية مع الحجاج في موسم الحج ، بينما شرع المدونين المخالفين الى الانتقاد ورمي الاتهامات التي لاتمت الى الواقع بصلة، فعندما كان العراق يحتضن بطولة كأس الخليج اثنى الجميع على ماتقوم به المواكب من استقبال جمهور العرب من دول الخليج بداعي ان العراق والعراقيين سطروا ملاحم في الكرم، بينما ترى رأيه خلاف ذلك في الخدمات المقدمة مجانا اثناء زيارة الاربعين لان الاخوة الايرانيين من ضمن الوفود القادمة الى الزيارة ، يقول لماذا تستقبلون هؤلاء وتطعمونهم وتسقونهم وتقدمون لهم الخدمات مجانا وهو يعلم ان هذه المواكب هي عبارة عن تبرعات الناس وهم احرار في انفاق اموالهم متى واين يشاؤون.
لم يكتف الاعداء بهذا القدر من الحرب الناعمة، بل عمدوا الى رصد بعض الحالات الشاذة لتصويرها على انها حالات عامة تحدث في الزيارة مثل بعض الانحرافات الاخلاقية فيما يخص التحرش بالنساء وغيره ، وكذلك نشر الاشاعات المغرضة من بعض التيارات الدينية المنحرفة على سبيل المثال ما حصل من سوء فهم بين الحشد الشعبي وبعض المتطرفين والمندسين بين الزوار، الذين كانوا يحاولون التعدي على مجاهدي الحشد مما دفع بالاخر الى اطلاق عيارات نارية في الهواء، لتفريق الجمع وقد صورت ان هناك مشكلة كبيرة بين الحشد والجيش، وقد سقط العديد من الضحايا جرحى لكي يتم ضرب عصفورين بحجر واحد الاول هو بث الرعب بين الناس لكي لايأتوا الى كربلاء والثاني تسقيط الحشد الشعبي .
هذا متوقع من اعداء الحشد ، الا ان بعض المدونين المحسوبين على تيار اسلامي اخذهم تطرفهم وحقدهم على أبناءهم الى اتهام جهة في الحشد ، لاعلاقة لها بموضوع المشكلة لكي تلصق التهمة بها متناسين انهم قبل سنتين ارادوا تحويل بوصلة الزيارة من كربلاء الى بغداد، لدعم تحركهم السياسي بحجة الاصلاح المزعوم كما قالها قبلهم بعض التشارنة عندما اتهموا الذين يلطمون على الحسين عليه السلام” وين الملايين كلهة چذب تلطم على حسين “هؤلاء يريدون استغلال هذه الشعيرة لتحقيق الاهداف السياسية، غير مدركين ان هذا الركب يسير على الطريق الذي خطه الامام السجاد عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام من الشام الى كربلاء، بكلمتها الخالدة والله لن تمحو ذكرنا وبالتالي فان كل عمل يقدمون عليه لتشويه الزيارة الاربعينية ينطبق عليه ما جاء في الاية الكريمة : (وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا )