الأحد - 08 سبتمبر 2024
الأحد - 08 سبتمبر 2024

د. قاسم بلشان التميمي ||

لا يخفى على احد كرم الخالق سبحانه تعالى تجاه عباده فهو ربنا خالقنا غافر الذنب وقابل التوب ،ومن أسماء الله الحسنى غافر ، وغفار ، وغفور؛ قال تعالى في كتابه العزيز سورة طه ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) ومن هذا المنطلق نجد ان التوبة النصوحة مقبولة عند رب العرش العظيم وان ربنا خالقنا يغفر الذنب لمن يشاء من عباده .

هذه مقدمة بسيطة لمدخل مقالي هذا الذي احببت ان اتكلم فيه عن كرم خالقنا في قبول التوبة وغفران الذنب ولكن مع هذا يوجد من لايقبل التوبة للمخطيء ناسيا او متناسيا اننا نخطيء ولكن من رحمة ربنا انه يغفر ذنوبنا ويتوب علينا حيث ان باب الله مفتوح.

بل ابواب الله التي لاتحصى مفتوحة واحد هذه الابواب هو امامنا الحسين (عليه السلام)؛ فكم من مخطيء ومسيء اعلن توبته الى الله عند مسيره الى زيارة الامام الحسين عليه السلام ومروره بواقعة الطف حيث تبدأ التوبة بدموع حارقة تنزل على الخدود ما تلبث ان تتحول هذه الدموع الى نور يضيء القلب بنور الايمان بالله سبحانه تعالى .

اود ان اشير في هذا المقام الى انني كنت حاضرا في احد الايام ندوة حوارية دينية ثقافية ؛ كان المحاضر فيها أحد الاساتذة؛
فقلت له استاذنا وشيخنا الجليل هناك من يذهب لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) رغم عدم التزامه الديني او انه يقوم بتصرفات غير لائقة بمقام الزيارة ؛ فكان الجواب؛ ان طريق الحسين مفتوح للجميع وربما ياتي من هو غير ملتزم ؛ ولكن انا متأكد انه في المرات القادمة سوف يتاثر بالحسين ويمشي على خطاه.لان المسير نحو كعبة ابي الاحرار يعطي امل لكل من ارتكب ذنب او معصية .

نعم ان الإمام الحسين هو اية الله وهو احد الطرق السليمة في الوصول الى معرفة خالقنا حق معرفته؛ لذلك حتى وان كان من السائرين تجاه كعبة الاحرار غير ملتزم ؛ فليس بعيدا ان يكون عبدا صالحا ؛ فبشر بن الحارث الذي تاب على يد امامنا موسى الكاظم (عليه السلام) بكلمة واحدة من امامنا (عليه السلام) هزت قلب بشر وذلك عندما سمع امامنا غناءً ماجناً ينبعث من بيت بشر فسأل امامنا (عليه السلام) جارية بشر ؛ هل صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟

وعندما وصلت الكلمات هذه مسمع بشر هزت أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان ، ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي واشتهر بين الناس بزهده وعبادته .وهناك الكثير الكثير من هذه القصص الحقيقية والتي اصبحت منهلا ومخرجا للكثير ممن خرجوا عن طريق الله تعالى.

وانا هنا اريد ان ابين واقول بانه ليس من الصعب او العجيب ان يتوب الانسان خصوصا اذا كانت التوبة عن طريق البكاء على الحسين واصحاب الحسين (عليهم السلام اجمعين) ؛ وليس من العجب العجاب ان يكون البكاء على امامنا سببا في التوبة وسببا في صنع انسان اخر صالح غير ذلك الانسان الفاسد، سادتي ان اسلامنا سمح واسلامنا عظيم وفوق كل هذا عندنا رب كريم رحيم جعل لنا ابوابا عديدة مفتوحة للتوبة واحد هذه الابواب العظيمة أمام الاسلام الحسين عليه السلام.