أحفاد مروان الحمار يدفنون بلا أكفان..!
قاسم العجرش [email protected] ||
أدى الولاء للخلفاء؛ الذين هم ملوك بني أمية، وبعدهم بني مروان، ثم بني العباس، وبعدهم الترك العثمانيين؛ إلى قفل باب الاجتهاد السياسي.
بدأ ذلك التحول في مشهد البيعة ليزيد بن معاوية، حيث كان زعماء القبائل قعود، فقام قائل وأشار لمعاوية، وقال أمير المؤمنين هذا، فإن هلك فهذا وأشار ليزيد، ومن أبى فهذا وأشار لسيفه! فقال له معاوية اجلس فإنك سيد الخطباء!
لقد حدد معاوية النهج المفروض، بالالتزام التام بالطاعة للحكام، وصار المسلمون في حقيقة أمرهم، يتبعون ديانة من وضع البشر. وأصبح الدين هو الطاعة للحاكم، الذي بدأ يقول إنه ظله تعالى في أرضه، فأدى هذا للركود والاستبداد، والى قتل حيوية الأمة، وهيأها للاستعداد للاحتلال الأجنبي.
منذ ذلك الوقت صار الحكم للمتغلب، ويخلفه إما أخوه أو ابنه..فإن تغلب عليه متغلب، وجبت طاعته على الأمة، مثلما تعين عليها أن تبايع بني العباس، بعد أن تغلبوا على آخر خلفاء بني أمية مروان الحمار..
لمروان هذا قصة تنفع من يتعظ ولا ينتعض..الإنتعاض هزة الجماع، بلغة العرب العاربة أجلكم تعالى عن ذكرها وذكرهم!
مروان آخر ملوك بني أمية، وأمه أمة كردية يقال لها: لبابة، وكانت لإبراهيم بن الأشتر النخعي، أخذها محمد بن مروان يوم قتله، فاستولدها مروان هذا، ويقال: أنها كانت أولا لمصعب بن الزبير! يعني هو أبن رحم وطأه أربعة رجال!
بقي مروان، حيا بعد أن بويع للمتغلب أبي العباس السفاح تسعة أشهر، قال الزبير بن بكار: كان بنو أمية يرون أن الخلافة تذهب منهم، إذا وليها من أمه أمة، فلما وليها مروان، هذا أخذت منهم في سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
قالوا: وقد كان مروان هذا كثير العجب، يعجبه اللهو والطرب، ولكنه كان يشتغل عن ذلك بالحرب، وقال بعضهم: اجتاز مروان وهو هارب براهب، فاطلع عليه الراهب فسلم عليه، فقال له: يا راهب! هل عندك علم بالزمان؟
قال: نعم! عندي من تلونه ألوان.
قال: هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكا بعد أن كان مالكا؟
قال: نعم!
قال: فكيف؟
قال: بحبه لها وحرصه على نيل شهواتها، وتضييع الحزم وترك انتهاز الفرص، فإن كنت تحبها فإن عبدها من أحبها.
قال: فما السبيل إلى العتق؟
قال: ببغضها والتجافي عنها.
قال: هذا ما لا يكون.
قال الراهب: أما إنه سيكون فبادر بالهرب منها قبل أن تسلبها.
قال: هل تعرفني؟
قال: نعم! أنت ملك العرب مروان، تقتل في بلاد السودان، وتدفن بلا أكفان، فلولا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك!
في شرح النهج لابن ابی الحديد (1/326): توصل عبد الله بن الزبير إلى امرأة عبد الله بن عمر – وهى أخت المختار بن أبى عبيد الثقفى – في أن تكلم بعلها عبد الله بن عمر أن يبايعه، فكلمته في ذلك وذكرت صلاته وقيامه وصيامه، فقال لها: أما رأيت البغلات الشهب التى كنا نراها تحت معاوية بالحجر إذا قدم مكة؟ قالت: بلى ، قال: فإياها يطلب ابن الزبير بصومه وصلاته !
لنابليون بونابرت قول مهد للتفكير الديمقراطي، الذي جاءت به الثورة الفرنسية، فقد قال “فن الحكم يقتضي ألا تدع الرجال يهرمون في مواقعهم”!
كلام قبل السلام:
ساسة السنة في العراق لا يطلبون إلا (البغلات الشهب), وهذا واضح ولا يحتاج إلى دليل أو شاهد، لكن الذي يبعث على العجب هو أنهم على صنفين: صنف فاسد ويعرف أنه فاسد لكن بالنهاية (محترم نفسه) ولا يثرثر باسم النزاهة ولا ينّنظر بعنوان القيم والمباديء, وصنف آخر فاسد وهو لا يعرف أنه فاسد، فتراه (يشفط) مال الله ليلًا ويتخم الآذان بمقولات نظافة اليد نهارًا! والذي بين الصنفين أندر من الكبريت الأحمر..!
سلام….