نكتة (٤١) سيّدي أبا عبدالله..!
الشيخ حسن النحوي ||
*سيّدي أبا عبدالله* :
كلّما حاولت تقليص المسافة بيني وبينك داهمتني عبارة *موَطّناً على لِقاء الله نفسه*
فأتوزع في ذاتي، عينٌ على نفسي وترويضها وعينٌ متطلعة إلى الأمل في قربك ..
لا أريد أن أحلّ عليك ضيفًا في مأتم هنا وعزاء هناك فحسب ، بل أريد أن تؤهلني لأستقر متوطناً في نهجك ..
صفةً صفةً ومجداً مجداً أتأمل كمَالَك ..
يحملني الحماس ويعرج بي الأمل ..
علمني يا أبا عبدالله، كيف أخرج من ذاتي المتشتتة بين أوحال الشهوات والنزوات إلى *ذاتك المتوحدة، المطمئنة، الراضية، المرضية ..*
علّمني كيف أقرأ *الفجر والضحى والليل والشمس؟*
علّمني كيف تكون *الانشراح* خيمة على مسرح الصدر؟.
أيها *الذَبِح العظيم* علّمني كيف قدمت دمك على عتبة المجد؟
علّمني كيف تكون العزة والكرامة والمروءة *عادياتٌ* في مضمار العمر ..
علمني يا أبا عبدالله، كيف أغزل الكرامة في نسيج الزمن، فأنا لم أعرف أن للكرامة كل هذه القداسة إلا في تقاسيم سيرتك ..
علمني يا سيدي علمني .. فأنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي ..
*السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ، وَأنَاخَت برَحْلِك، عَلَيْكًُم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ*