خطاب السيد وعدوى أحمد سعيد..!
أمين السكافي (لبنان – صيدا) ||
يوم أمس، كنت جالسًا أستمع لخطاب القائد، مثلي مثل أغلب العاشقين لسماحته أو المبغضين والحاسدين الذين يبحثون عن زلة في خطابه ولم يوفقوا إلى ذلك سبيلاً. فكلام سماحته مدروس بعناية، وكل كلمة بل وكل نقطة وفاصلة لها معانيها وتدرس في الكيان بدقة متناهية.
روى السيد أحداث يوم الأربعين وما حصل وكيف حصل، ووضع الكيان أمام خيارين كلاهما مر: إما الاعتراف بحجم الضربة التي تلقاها، أو فلينتظر ضربة ثانية. ولكن عندما وصل السيد لسردية الإسرائيليين، من رئيس الوزراء إلى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي المدعو دانيال هاغاري، وكيف كانوا يتخبطون بالمعلومات يمنة ويسرة ويحاولون الكذب بشتى الطرق، تذكرت أمرًا أضحكني.
هذا الأمر الذي جعلني أبتسم، مع كل الاحترام لمقام السيد، هو العدوى التي أصابت الكيان وسميتها “عدوى أحمد سعيد”. ولمن لا يعرف الحكاية، أرويها له. لنبدأ بمن هو أحمد سعيد، هو مذيع مصري اشتهر في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وكان رئيس إذاعة صوت العرب في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، واعتبرت من أهم الإذاعات العربية في تلك الحقبة.
عرف أحمد سعيد بأسلوبه في الأداء الإذاعي، وعرف جماهيريًا في مصر والعالم العربي. يتهم أحمد سعيد بأنه أعلن انتصار الجيش المصري في حرب 1967، ونقل عبر إذاعة صوت العرب بيانات عسكرية منسوبة لمصادر عسكرية في الجيش المصري تخبر عن انتصار ساحق لمصر وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، وذلك بناءً على البيانات الصادرة من الجيش والقيادة السياسية.
في الوقت الذي شهدت فيه جميع الجبهات هزيمة ساحقة للجيش المصري من قبل الجيش الإسرائيلي، وقصف للطائرات المصرية وهي على الأرض وقبل أن تقلع من المدارج. طبعًا، كانت الشعوب العربية كلها تتابع إذاعة صوت العرب، وخاصة المذيع اللامع أحمد سعيد،
ليتفاجؤوا بعد أيام بالكذبة الكبيرة التي جعلتهم يعيشونها. ومن بعدها، قدم استقالته وأصبح مضرب مثل، ومثله كمثل الصحاف وزير الإعلام العراقي.!
المتحدثون الإسرائيليون اليوم، من نتنياهو إلى دانيال هاغاري، ذكروني بأحمد سعيد، وأحسست وكأن عدواه انتقلت لهم. نحن نعلم منذ زمن أن العدو يكذب ويخضع صحافته للرقابة، ولكن اليوم كادوا أن ينسوا الناس أحمد سعيد ليكون هناك أحمد سعيد بنسخته الصهيونية.
فسبحان مغير الأحوال، والذي يغير ولا يتغير.