الأحد - 15 سبتمبر 2024

الموساد والـ CIA ومخاطر تعاونهما المشترك ضد فصائل المقاومة بعد طوفان الاقصى..!

منذ 3 أسابيع
الأحد - 15 سبتمبر 2024

أ.د. جاسم يونس الحريري ||


تحدَّث “مايك تِرنر”، عضو الحزب الجمهوري ورئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023عن ملامح المرحلة الجديدة من التعاون الاستخباراتي الأميركي -الإسرائيلي في حوار مع برنامج (Face the Nation)، وسرد بعضًا من التفاصيل فيما يتعلق بمشاركة المخابرات الأميركية في العمليات الإسرائيلية أثناء الحرب الحالية على قطاع غزة، مؤكدا أن “الولايات المتحدة تساعد في تحديد مواقع قيادات حركة حماس”، وأن ((وكالة الاستخبارات الأميركية)) تعمل عن قرب مع الكيان الاحتلالي لسد بعض الفجوات الواضحة لديهم. وفي يناير/كانون الثاني 2024، أكد مسؤولون أميركيون لصحيفة ((نيويورك تايمز))، أن وكالة الاستخبارات المركزية أنشأت فرقة عمل خاصة جديدة بعد عملية طوفان الأقصى لجمع معلومات عن كبار قادة حماس، ومواقع الرهائن في قطاع غزة، ثم أخذت تقدم تلك المعلومات الاستخباراتية مباشرة للكيان الاحتلالي المسخ.

وقد أوضح المسؤولون للصحيفة أن الولايات المتحدة رفعت من درجة أولوية حركة حماس إلى المستوى الثاني، ورفع مستوى الأولوية معناه توفير تمويل إضافي لجمع المعلومات الاستخباراتية، مع أن حركة المقاومة الفلسطينية لا تشكل أي تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة أو مصالحها المباشرة في الشرق الأوسط. قبل عملية طوفان الأقصى، وكانت حماس أولوية من المستوى الرابع، ما يعني تخصيص موارد أقل لجمع المعلومات الاستخباراتية حولها، ولكن منذ بداية الحرب رُفِعت درجة الأولوية إلى المستوى الثاني. أما المستوى الأول، الذي يستحوذ على أغلب الموارد الاستخباراتية، فهو مُخصص للأعداء المباشرين ممن يُمكن أن يُشكلوا تهديدًا مباشرًا أكبر للولايات المتحدة ومصالحها، مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران.

وسارع الجيش الأميركي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023بإضافة المزيد من محللي الاستخبارات في مقر القيادة المركزية الأميركية لمتابعة الوضع في فلسطين المحتلة، عبر إعادة تكليف المحللين المسؤولين عن متابعة التنظيمات المسلحة الارهابية، مثل القاعدة وتنظيم داعش، إلى بدء مراقبة التطورات وجمع المعلومات عن الحرب في قطاع غزة، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “تايم” عن مصادر على دراية بتلك التغييرات، وهي مصادر اشترطت عدم الإفصاح عنها.

ووفقا لأحد تلك المصادر، كان المسؤولون في القيادة المركزية، التي تشرف على آلة الحرب الأميركية في الشرق الأوسط، قد خفَّضوا عدد محللي الاستخبارات المدنية المُكلفين بمراقبة مجريات الصراع بين الاحتلال والمقاومة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأن مَن بقي من المحللين وجَّه تركيزه أكثر على الضفة الغربية، وفهم سياسة حكومة الاحتلال البغيض، مقارنة بمتابعة الأوضاع في قطاع غزة. ويستخدم جيش الاحتلال الاسرائيلي ((أنظمة الذكاء الاصطناعي))، مثل نظام “غوسبِل”، لتحديد أهداف القصف داخل قطاع غزة، كما يستخدم المدفعية الثقيلة في عمليات القصف بعيدة المدى.

ويحتاج القصف الإسرائيلي إلى معلومات استخباراتية مُسبَقة تشاركها القوات الجوية الأميركية، وبعدما أرسلت ضباطًا متخصصين في هذا النوع الدقيق من الاستخبارات إلى ((إسرائيل)) في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وذلك وفقًا لوثيقة خاصة بقانون حرية تداول المعلومات أشار إليها موقع “ذي إنترسِبت” (The Intercept).

ويذكر الخبراء أن فريقًا من الضباط من وكالة الاستخبارات الامريكية CIA بهذا التخصص سيوفر معلومات استخباراتية عبر الأقمار الاصطناعية للاستهداف داخل غزة.
ففي بدايات شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز))، نقلًا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، أن الجيش الأميركي كان يحلق بطائرات استطلاع مُسيَّرة فوق قطاع غزة، وأن الهدف كان البحث عن الرهائن المُحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وكما أشارت الصحيفة فإنها “خطوة غير مسبوقة، ما يشير إلى انخراط أجهزة المخابرات الأميركية أكثر مما كان معروفا في السابق” وتعاونها الاستخباري مع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية المدنية والعسكرية ((الموساد،الشاباك ، جهاز الامان العسكري ((شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية))..

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]